آخر الأخبار


الخميس 1 مايو 2025
في أول أيام مايو، تتطاير التهاني من الشاشات وتغريدات "المسؤولين"، يتحدثون عن "عيد العمال" كما لو أن العمال في اليمن يعيشون في جنة الاشتراكية الأسطورية. لكن الحقيقة أكثر مرارة من مرقة العدس البائتة في مطبخ عامل يمني أنهكه الفقر، وأضناه القهر، وأكله الانتظار.
أي عيد؟ وأي عمال؟ وأي حقوق؟
في اليمن، العمال بلا عمل، والموظفون بلا رواتب، والناس بلا دولة. ليس لأنهم كسالى أو غير مؤهلين، بل لأن كائنا خرافيا خرج من كهوف التاريخ يحمل اسم "الميليشيا الح..وثية" قرر أن يسلبهم حاضرهم ومستقبلهم، ويمنحهم الحرب والحصار والمهانة باسم "الولاية" و"الحق الإلهي".
نعم ، عشر سنوات بلا رواتب!
تخيل أن تعيش عقدا كاملا بلا مرتب، بينما السيد المليشياوي يركب عربات الدفع الرباعي، ويفتح له المشرف طريقا خاصا في كل مؤسسة، ويفرض على الموظف الضعيف أن "يحتسب الأجر عند الله". عشرة أعوام من إذلال الموظف، ومصادرة كرامته، وتطفيش الكفاءات، وتحويل الوزارات إلى أوكار ترويج لـ"ثقافة المسيرة"، لا ثقافة الخدمة العامة.
وإن افترضنا، فقط افترضنا، أن الموظف عامل، فأي أجر هذا الذي لا يأتي؟ أي قانون هذا الذي يبيح قطع أرزاق الناس؟
ثم يأتيك خطيب الجمعة من سلالة الفتاوى المدفوعة ليملي عليك أن "الصبر على الجوع جهاد"،و يذكرك أن "النبي كان يربط على بطنه الحجر"، ناسيا أن النبي لم يكن يملك أفران صعدة ولا عوائد المشتقات النفطية التي تُنهب وتُهرّب وتُحول إلى مشاريع حرب أبدية. بينما لا يذكرهم بقول علي بن ابي طالب " عجبت من جائع لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج الناس شاهرا سيفه"!
أنه الجوع يا جماعة..
لكن الإنصاف يقتضي ألا نلقي اللوم على ال..حوثي وحده. الشرعية أيضا في وادٍ آخر، كأنها تعيش في كوكب نبتون، تؤسس بنوكا في الغيم، وترسل تقاريرها إلى مجلس الأمن أكثر مما ترسل المرتبات إلى مواطنيها.
نعم ،ماذا قدمت الشرعية للعمال؟ لا مشاريع، لا حماية نقابية، لا إصلاح إداري، ولا حتى إحصائيات دقيقة. فقط تصريحات مكررة، وصور للرئيس في وضعية المصافحة الأبدية.
صدقوني العمال في اليمن اليوم ليسوا سوى عظام تنهشها الذئاب من الجهتين. هم رأس المال الحقيقي، والتنمية التي تموت كل يوم على قارعة الانتظار.
هم الضحية التي لا يحتفل بها أحد.
ولهذا نقولها من القلب وبلا مواربة:
يا عمال اليمن، لا تنتظروا شيئا من ميليشيا تحكمكم بالعقيدة المقلوبة، ولا من شرعية تركتكم لبرامج الأمم المتحدة.
اتحدوا. نعم، اتحدوا، ليس تحت يافطة حزب، ولا عبر منشور غاضب، بل عبر وعي جمعي جديد، يرفض أن يبقى عبدا بين سيدين.
وليكن عيدكم إعلانا للرفض، وثورتكم بالحد الأدنى هي أن تقولوا "كفى" لكل من استخف بجوعكم.
كفى للكهنوت، كفى للفساد، كفى للوصاية، كفى للغفلة.
فأنتم، أيها العمال، لستم فقط عجلة الاقتصاد، بل روحه وضميره.
وكل عام وأنتم أقرب إلى وطن بلا سادة، وبلا مرشد، وبلا ناطق رسمي يتحدث باسم "الدم المسفوك" وهو يتقاضى بالدولار والريال والدرهم.
*نقلا عن صفحة الكاتب على الفيسبوك
شذرات من مشهد غير مفهوم
مسيحية بيضاء… كاثوليكية رومانية
الحوثي... مشروع كهنوتي كاذب قائم على الخداع والدجل.
عيد العمال اليمني: احتفال بدون عمل ولا رواتب ولا دولة
جاكيت جارنا
عن الصور والناس