الجمعة 29 مارس 2024
عاكس خط ومحاولة فاشلة لتبرئة حزب الإصلاح وهيئة علماء اليمن من جريمة قطع المرتبات!
الساعة 04:06 مساءً
 د. رصين بن صالح د. رصين بن صالح

حتى موضوع المرتبات تناوله الإعلامي الإخوانجي الإصلاحي محمد الربع بشكل سطحي وساذج.. ولم يتحدث عن المسؤولين الرئيسيين والمجرمين الحقيقيين المشاركين للحوثة في قطعها.. والاستمرار في قطعها وتصفيرها.. 
صحيح أن الانقلاب هو أم الكوارث وأم الجرائم.. ولكن إذا كنا سنحمل الحوثيين مسؤولية كل ما جرى في اليمن بعد اليوم الملعون المشؤوم 21 سبتمبر 2014 فمعنى هذا ببساطة ووضوح: أنه ليس في اليمن رجال.. ولا شنب واحد.. وأن الحوثي - من داخل كهفه في صعدة - قد أدخل جميع رجال اليمن الجحور والأوكار والأعشاش - وأن على كل شنب في اليمن - وعلى رأسهم: قيادات الأحزاب والوزراء وأعضاء مجلس النواب ومشايخ القبائل والقادة العسكريون والكتاب والصحفيون والأدباء والمثقفون والسياسيون ورجال الدين خاصة من فلقوا رؤوسنا بحديث (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) - أن يخلسوا/ يخلعوا العسوب والشيلان والمعاوز.. ويلبسوا بدلا منها الصارميات والمقارم والشراشف والبنطلونات السكيني والستريتش. والفساتين والشرابات الشفافة ويتمكيجوا.. ضروري الماكياج.. 
صحيح أن الحوثيين هم الذين قطعوا المرتبات، ولكنهم تمادوا في الجريمة واستحلوها واستعذبوبها.. لما لم يجدوا رجالا يتصدون لهم ويوقفونهم عند حدهم ويقولون لهم بملء الفم (لا) وكفاكم ظلما للشعب.. من قيادات الأحزاب والوزراء وأعضاء مجلس النواب بالذات الأنذال الخونة الجبناء.. الذين اكتفوا بضمان استمرار صرف اعتمادتهم ومكافآتهم وحوافزهم وبدلاتهم وتأمينهم الصحي - فضلا عن المرتبات - وقبل كل هذا سياراتهم مع الوقود والصيانة.. وأما أكثر من نصف مليون موظف شمالي - على رأسهم دكاترة الجامعات والمدرسون - فليذهبوا إلى الجحيم..
إن السؤال الحقيقي ليس من المسؤول عن قطع المرتبات؟ لأن هذا السؤال جوابه معروف وهو (الحوثيون) وهذه حقيقة لا يجادل فيها إلا مغالط.. 
ولكن السؤال الحقيقي والأهم والأخطر: من المسؤول عن الاستمرار في قطع المرتبات؟ وهنا لا يمكن تحميل الحوثيين وحدهم المسؤولية.. 
وإذا أردنا أن نحلل المسؤولين عن استمرار قطع المرتبات تحليلا منطقيا وموضوعيا - وليس سياسيا بحتا كما يفعل الآخرون - فيمكن تلخيص هؤلاء (الجبناء) وخونة الشعب - الذين جبنوا أمام الحوثي - في العناصر والبنود الآتية: 
1- القرار الأحمق بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن: 
خطوة كهذه كان يجب أن يعقبها مباشرة صرف المرتبات من عدن.. وليس تقديم المبرر والغطاء (السياسي) للحوثيين في قطعها وتصفيرها تماما.. ومصادرة جميع الإيرادات.. بما فيها إيرادات الجامعات.. التي هي كافية لتغطية مرتبات الدكاترة وإنجاز جميع التسويات والتعيينات الجديدة بل وزيادة على ذلك.. 
2- سكوت وصمت وخنوع وجبن وذل الحزبين الكبيرين: حزب المؤتمر في أيام عفاش.. وعلى مدى أكثر من سنتين لم يجرؤ عفاش على مطالبة الحوثييين بصرف المرتبات.. ولا حتى طالب الشرعية.. وحزب الإصلاح الذي لم يصدر بيانا واحدا يطالب فيه بحل مشكلة مرتبات الموظفين.. واكتفى بقوائم تشمل عناصره من الموظفين الشماليين تم حل مشكلة مرتباتهم وصرف المتأخر منها تحت مسمى (نازحين) إن حزبا يدعي أنه أكبر حزب ويرأسه رئيس حكم البلاد حكما مطلقا لأكثر من ثلث قرن.. نهب خلالها أكثر من نصف موارد البلاد في كرشه.. لا يمكن تبرئته من أي اختلالات سياسية تحدث في البلاد.. ويتحمل المسؤولية مباشرة بعد المؤتمر الحزب الثاني في الحجم والأهمية والتأثير على القرار السياسي (حزب الإصلاح) الذي يتحمل - خاصة بعد مقتل عفاش - المسؤولية الأكبر في التأثير على الرئيس هادي.. ومعروف أن حزب الإصلاح هو المتحكم في سياسيات و قرارات حكومة عدن: سواء حكومة عبدالملك الآن.. أو حكومة بن دغر قبلها.. 
إذن المسؤول عن استمرار قطع المرتبات هو حزب الإصلاح.. وهذا ما لا يجرؤ كائن إخوانجي إصلاحي كالربع أن يعترف - فضلا أن يصرح به - كما لا يجرؤ كائن عفاشي أن يعترف فضلا أن يصرح بأن عفاش كان بإمكانه إجبار الحوثيين على دفع المرتبات.. وبعد شهرين فقط من قطعها.. لو أنه شورب واتصل مجرد اتصال هاتفي بعبدالملك.. ولكنه لم يكن يهتم لهذا الأمر؛ لأن أحوال الشعب لم تكن يوما ما همه.. ولكن همه الوحيد كان البقاء في السلطة والاستمرار في النفوذ وصنع القرار السياسي والاقتصادي والعسكري.. حتى ولو ترك الرئاسة.. ولم يعد عفاش هو الرئيس!
3- مشايخ القبائل الذين لم نسمع أحدا منهم - خاصة أعضاء مجلس النواب - يتحدث عن ضرورة صرف المرتبات وتحييد الجانب الاقتصادي عن الحرب؛ والسبب معروف: أنهم لا يعانون أي مشكلة مادية.. ولا يهمهم أصلا هذا المرتب؛ لأنهم قد بنوا ثروات طائلة بملايين الدولارات من عطايا وهبات عفاش السابقة لهم.. وكل حسب حجمه.. وأقل شيخ كان يحصل على سيارة سنويا ومليون ريال شهريا.. هذا غير الأراضي والإعفاءات الضريبية والجمركية.. وكوتا لأولاد المشايخ (غير معلنة) في المناصب ووالتعيينات والمنح الدراسية والدورات التدريبية.. وأما بعد الحرب فقد حصلوا على مئات آلاف الدولارات من السعودية والإمارات.. وطبعا من الغباء أن ننتظر من الأغنياء كمشايخ القبائل والتجار ورجال الأعمال أن يطالبوا بصرف مرتبات الفقراء الموظفين.. ولكن كان بإمكانهم أن يسجلوا موقفا للتاريخ.. وبراءة للذمة أمام الله والشعب.. 
4- أعضاء هيئة علماء اليمن الذين تخلوا عن واجبهم الشرعي في الاعتراض على تجويع البشر بحجة (الحرب ودعم المجهود الحربي) وهي حجة طرفي الحرب.. فجزء كبير من المسؤولية يتحمله هؤلاء المشايخ من الدعاة والفقهاء من أصحاب اللحى الكذابة والعمائم المزورة الفجرة الذين لا يتقون الله.. والذين لا يحسبون حساب يوم القيامة.. ولذلك اكتفوا - كما اكتفى الوزراء والنواب - بضمان صرف مرتباتهم.. وثمة رافد خاص لهؤلاء المشايخ المزورين التايوان وهو: المكافآت السخية (بعشرات آلاف الدولارات) التي يحصلون عليها من السعودية والإمارات وقطر.. وهذا غير المكافآت التي يصرفها لهم هادي في المناسبات كشهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى والأعياد الوطنية.. وهؤلاء الأنذال بالذات كان بإمكانهم إجبار هادي على صرف المرتبات بمجرد فتوى فضلا عن بيان.. ولكن الأمر - كما سبق ذكره - أنهم فجرة لا يخافون الله.. همهم فقط مصالحهم الشخصية.. ولا يكترثون لما يصيب المسلمين سواهم.. وهكذا يثبتون مرة تلو أخرى: أنهم تجار دين وليسوا رجال دين.. 
5- القيادات العسكرية الكبرى من أمثال الجنرال وكل من يحمل رتبة (لواء) في الجيش أو الأمن.. وهؤلاء أوضاعهم كانت - في عهد عفاش - مثل أوضاع مشايخ القبائل؛ ولذلك لم يتأثروا بقطع المرتبات.. وهي بالنسبة لهم لم تقطع أصلا.. ولهذا لم يهتموا لقطع مرتبات مئات آلاف الجنود والضباط ذوي الرتب الصغرى.. وكان لسان حال الجميع المثل الشعبي اليمني: ضربة في ظهر غيرك.. احسبها في ظهر الحمار.. 
6- قادة وصناع الرأي من الأساتذة الجامعيين والكتاب والصحفيين والإعلاميين والأدباء والشعراء.. الذين تخلوا عن واجبهم في حمل راية الدفاع في قضية القضايا وجريمة الجرئم (قطع المرتبات) وسخروا أقلامهم للحديث عن قضايا هامشية ثانوية وربما تافهة.. وبعضهم لجأ لأسلوب خسيس قذر وهو أسلوب (المزايدة) فأصبحنا نسمع دكاترة - فضلا عمن دونهم - يتحدثون عن أن المرتبات ليست قضية الوطن الأولى.. وطبعا هؤلاء الدكاترة لا يحملون هم مصروف الأسرة والأولاد كما نحمله نحن وغيرنا من الذين ليس لهم دخل سوى مرتباتهم.. فترى أحدهم يتقاضى مكافآت شهرية ويحصل على مواد غذائية عينية تفوق قيمة مرتبه؛ فأصبح - كمعظم قيادات الحوثيين ومسؤولي الجمعيات والمنظمات وعقال الحارات - لا يشتري المواد الغذائية الرئيسية (الرز والسكر والطحين والزيت) ولا البترول ولا الغاز.. وهذه تستهلك أكثر من نصف الراتب.. ثم يحدثك النذل الخسيس المزايد عن أن المرتب ليس مهما.. وأن الأهم هو الوطن.. ولا ندري ما هو الرابط بين الوطنية والتجويع؟ وكيف تتعارض المطالبة بصرف المرتبات مع الوطنية؟ إنها معادلة غريبة عجيبة.. لا تسقيم إلا في عقول السذج والبله والحمقى والمغفلين.. الذين اقتنعوا أن المطالبة بصرف المرتبات يفت في عضد الوطن.. 
ومن أعجب وأغبى الطروحات التي كنا نسمعها وأكثرها مزايدة: الناس يقدمون رؤوسهم في الجبهات.. وأنت حانب ببطنك.. هههههههههه نعم يا حوثي يا مزايد.. أنا حانب ببطني.. ببطني وبطون أطفالي.. وحتى عناصركم التي تقاتل في الجبهات لو أنكم قطعتم عنهم المصروف - كما قطعتم مرتبات الموظفين - لماتوا جوعا.. ولكنهم مستمرون في القتال؛ لأنكم تقدمون لهم كل شيء من متطلبات الحياة - ليس فقط من الطعام والشراب - بل ومن الشمة والقات والسجائر.. فأنت - أيها الأحمق المزايد - تستنكر أن أطالب أنا بالضروريات.. في حين أنك لا تستطيع الاستغناء عن الكماليات بل كماليات الكماليات.. وإن كان القات والسجائر والشمة بالنسبة للموالعة/ المدمنين من الضروريات بل من ضروريات الضروريات.. 
7- الموظفون الذين ليس فقط لم يتضرروا من قطع المرتبات.. بل إنهم سعداء بقطعها (كموظفي الكهرباء مثلا) وعلى رأس هذه الشريحة من الموظفين نسبة لا تقل عن 50% من دكاترة الجامعات - خاصة أصحاب التخصصات العملية المطلوبة في الجامعات الخاصة - الذين كان دوامهم يمنعهم من التدريس فيها.. فإذا كنت أنا مثلا دكتور فيزياء أو كيمياء أو بايولوجي أو رياضيات.. فإن قطع المرتب سيكون في صالحي؛ لأنه يعفيني من الدوام في الجامعة الحكومية.. ويتيح لي الفرصة لدخل شهري هو أضعاف المرتب المقطوع من الجامعات الخاصة.. فإن راتب الدكتور في الجامعة الحكومية هو مئتا ألف ريال.. وهذه يمكنه الحصول عليها - خلال اسبوع فقط - من خلال التدريس فقط في ثلاث جامعات خاصة.. خاصة الجامعات الكبرى: كالعلوم والتكنولوجيا، والجامعات الأجنبية.. التي تدفع - في الساعة الواحدة - خمسة دولارات وربما أكثر.. وأما الأطباء بالذات - خاصة الجراحين منهم - فلسان حال أحدهم: يا رب يستمر قطع المرتبات؛ حتى لا أكون ملزما بالتدريس والدوام.. وهكذا يكون وقتي حرا وملكي تماما فأتمكن من العمل في المستشفيات (الخاصة) ولو أنني أجريت عملية صغرى - كالزائدة واللوزتين (واحدة فقط) كل يوم - فإني سأضمن خمسين ألف ريال يوميا.. وهذا أفضل لي بكثير من مرتب كليتي الذي هو بالكثير ثلاثمئة ألف ريال.. إن الطبيب يحصل - من المستشفى الخاص - على أكثر من مرتبه المقطوع خلال أيام فقط؛ ولهذا لا يهتم الأطباء بالذات بموضوع صرف مرتباتهم في الجامعات.. ولسان حالهم: ليتها لا تصرف.. وليت الوضع يستمر هكذا حتى عشر سنوات..
وهكذا نرى أن موضوع قطع المرتبات يتكون من شقين: 1- قطع المرتبات 2- والاستمرار في قطع المرتبات.. .. 
المسؤولية في الشق الأول هي بالكامل على الحوثيين.. 
ولكن المسؤولية في الشق الثاني هي على أطراف أخرى - خاصة الأحزاب والبرلمان والحكومة ومشايخ القبائل والعسكر ورجال الدين والمثقفين - أكثر مما هي على الحوثيين.. 
وحين يقوم أطراف الشق الثاني بواجبهم.. فسيتم حل مشكلة المرتبات فورا.. وبمجرد اتصال هاتفي من هادي للمحمدين ابن سلمان وابن زايد.. سيجد - خلال ساعات - محافظ البنك المركزي في حوزته عشرة مليارات دولار.. وعلى سبيل الهبة والمنحة وليس القرض.. ولكن المشكلة الكبرى - كما سبق شرحه في مقالات سابقة - أن كل مطالب هادي والشرعية ومستشاريه وقيادات الأحزاب - خاصة حزبي المؤتمر والإصلاح - هي مطالب شخصية.. وبالكثير جدا حزبية.. ولا أحد - على وجه الإطلاق - يحمل هم الوطن.. أو يرى أن استمرار قطع مرتبات الموظفين مشكلة.. فضلا أن يكون جريمة - بل أم الجرائم - كما هو التوصيف الصحيح لها: من جميع النواحي: الشرعية الدينية والقانونية والسياسية والإعلامية والأدبية والإنسانية والأخلاقية.. 
ولكم أن تتخيلوا أننا نستقبل آخر الشهر - منذ أكثر من سنتين - ونحن نعلم أن رصيدنا في البنك صفر.. فنقضي أيامنا في هم وغم ومشاكل مع الزوجات والأولاد بسبب التقصير على خلاف المعتاد.. وكل أسبوع نبحث عمن يسلفنا خمسين ألف ريال: مصروف الأسبوع بالكاد لأسرة كبيرة.. وبعيدا عن الطعام والشراب والكسوة والعلاج والدواء.. فإن اقل طالب مدرسة أو جامعة يحتاج لخمسمئة ريال يوميا
فماذا يصنع من هو أبو طالبين وثلاثة وأربعة وخمسة فضلا عن أكثر؟!
كل هذا وثمة مئات آلاف الأوغاد والأنذال والأوباش مستفيدون من الوضع الحالي وسعداء بقطع المرتبات.. أو مهتمون بمصالحهم الشخصية.. والشعب والوطن ليس من همهم أصلا.. وعلى رأس هؤلاء الأوغاد تأتي الشرائح الست التي ذكرناها فوق! خاصة حزبي المؤتمر والإصلاح.. وهيئة تجار الدين في اليمن.. التي تسمي نفسها كذبا وزورا وبهتانا (هيئة علماء اليمن) الذين لم يعملوا حتى بالمقولة التي يروونها - على منابر المساجد لغرض جمع التبرعات ودعم الإرهاب - ويكذبون على رسول الله ويزعمون أنه قال: من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم!
ولا شك أن أهم أمر للمسلمين هو مصدر أرزاقهم، التي سكتوا عن قطعها.. وهم الذي ائتمنهم رب العزة على الأمة في قوله تعالى {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }آل عمران187
وأما أنا عن نفسي، فقد قلت كلمتي وبرأت ذمتي أمام الله والشعب والوطن والتاريخ!
ولخصت الحقيقة والجريمة بتفاصيلها كاملة وعارية.. 
ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد!


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار