الخميس 28 مارس 2024
جدة في مواجهة الجنوبية كهوية نضال
الساعة 10:46 صباحاً
نبيل الصوفي نبيل الصوفي

"الجنوبية" كهوية وطنية نضالية هي حائط الصد ضد الحوثي وكل ما كان قبله من أفكار وتعبيرات ومراكز.

كل من لم يتغير، من الشمال أو من الجنوب، هو خادم للحوثي، ولن نواجهه كيمنيين إلا بهذه الهُوية النضالية، الجنوبية على أمل أن نستحث هوية نضال شمالية مماثلة مع الوقت..

اتفاق جدة، إن سلبنا المجلس الانتقالي وحوّله مجرد مناصب، سيكون تحولاً كبيراً يعيدنا إلى الصفر..

سيبعثر الهوية النضالية جنوباً، ويعقد جهود البناء شمالاً..

ونقيضاً لجهود الإمارات بناء قوى محلية قوية قد تعيد التوافق لبناء دولة يمنية ما بعد تحرير صنعاء، فإنّ ما سيحدث هو إعادة إسقاط الجنوب.. وترك الشمال.

تفريغ المجتمعات من قواه المحلية لصالح الفراغ المختبئ بشعارات كبيرة لكنها لا تصمد أمام أيّ تحدٍ..

لكن يبقى أملنا أن يصمد الانتقالي.. وأن يقاوم ابتلاع قضيته، وأن يتحول بدلاً من ذلك صوتاً للأطراف الميدانية المقاتلة للحوثي والإخوان معاً..

لننتظر..

وحدوية الانفصاليين

هادي والإخوان علي محسن، الوحدة لديهما تعني أن يتساوى الشمال والجنوب في المظلومية، وأن يبقى الشمال والجنوب تحت السيطرة الواحدة تحت خدمتهما..

لا يهمهما الترابط أو الصراع الاجتماعي على الأرض.. بالعكس، يريدان إبقاء كل محافظة تقاتل الأخرى.. والشمال والجنوب في حرب دائمة، تحت قيادتهما المباركة..

لن يقبلا أي مشروع استقرار في اليمن، فذلك يسميانه انفصالاً (انفصال عن مصالحهما)، أما مشروع مشابه للحوثي وهو الانفصالي الحقيقي والناجز، فهو يمكّنهما من إضافة موارد مالية إقليمية.. لذا لا بأس به.

أن يتقاسم اللصوص والفراغ بلاداً، باسم الوحدة، فذلك هو التشظي والتمزق الكامل..

الأمل إذاً، بالانتقالي وحده، وبالقوى التي تواجه مشروع ساحات 2011 بقسميه الحوثي الإخواني، وإعادة بناء ساحات بديلة تجمع الحالمين بالتغيير من بقايا الثورة وبقايا النظام وبقايا الدولة وبقايا الوحدة، ونفخ الروح لبناء المشروع النضالي وحركته الوطنية..

هيكلة أخرى

الجيش الوطني هو الخاسر الأكبر من اتفاق جدة..

جيش الفساد والارتزاق هذا، سيتم غسله وكيه وإعادة نشره، بعد الاتفاق..

إما وأعيد بناء الجيش، وإما توزع الجميع الغلة، ما عاد هي محصورة بحد..

لهذا الآن قياداته مستعدة تقول إنّ عفاش هو حاكم الإمارات شخصياً، وعيدروس الزبيدي كان متفاهماً معه من 2004..

مانع ومطير

مأرب الناس والقبيلة لم تتخلَ عن لاجئ ولو حتى كان قاعدة..

ومأرب الإخوان ضاقت ذرعاً بمن لجأ إليها، مئات المعتقلين لأنهم مؤتمر وعفاش..

الأسوأ أنها ضاقت باثنين من أشد المؤمنين بها، حافظ مطير ومانع سليمان هاجرا منها كما هاجر الأوائل من الصحابة من بطش قريش..

 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار