شنت إسرائيل، فجر الأحد، سلسلة من الضربات الجوية على مواقع في محافظة الحديدة اليمنية، ضمن عملية عسكرية مفاجئة أطلقت عليها اسم "الراية السوداء"، استهدفت موانئ ومنشآت حيوية قالت إنها تُستخدم في "أنشطة إرهابية" من قبل جماعة الحوثيين.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن سلاح الجو بدأ تنفيذ غارات مركّزة على مدينة الحديدة ومحيطها، بالتزامن مع أوامر مباشرة بإخلاء محطة الكهرباء المركزية في رأس الكثيب، وسط تحذيرات من تنفيذ ضربات إضافية بسبب ما وصفته بـ"تصعيد الأنشطة العسكرية في المنطقة".

من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن العملية استهدفت موانئ الحديدة، الصليف، ورأس عيسى، بالإضافة إلى محطة الطاقة في رأس الكثيب، مشيرًا إلى أن الغارات شملت كذلك قصف سفينة "غالاكسي ليدر"، التي استولى عليها الحوثيون قبل نحو عامين، وتُستخدم وفقًا لتقديرات تل أبيب في أغراض عسكرية.

وأكد كاتس أن إسرائيل "لن تتردد في الرد على أي تهديد"، مضيفًا: "كما حذرت سابقًا، قانون اليمن هو نفسه قانون طهران… من يحاول إيذاء إسرائيل سيتعرض للأذى، ومن يرفع يده ضدنا ستُقطع".

ووفق تقارير إعلامية إسرائيلية، ألقت الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من 50 قنبلة وصاروخًا على أهداف في مدينة الحديدة وموانئها، فيما أفادت قناة "14" العبرية أن عدد القنابل المستخدمة في الغارات بلغ 56.

في المقابل، وصفت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي الغارات بأنها "عدوان صهيوني مباشر على اليمن"، مؤكدة استهداف موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، إلى جانب محطة كهرباء رأس الكثيب. وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين أن "القوات الجوية اليمنية تتصدى للعدوان الصهيوني"، دون تقديم تفاصيل إضافية.

يُذكر أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أصدر تحذيرًا صباح الأحد دعا فيه المدنيين والسفن إلى الابتعاد عن الموانئ والمنشآت المستهدفة، مؤكدًا أن الجيش "لن يتردد في قصف أي مواقع تُستخدم لأغراض عسكرية".

هذه التطورات تمثل تصعيدًا غير مسبوق في مسار الصراع بين إسرائيل والحوثيين، وتفتح الباب أمام تداعيات إقليمية خطيرة، لاسيما مع التداخل الإيراني في المعادلة اليمنية، والوجود العسكري المتزايد للتحالفات الدولية في البحر الأحمر.