الجمعة 4 يوليو 2025
الثغرة الاستراتيجية
الساعة 07:39 مساءً
معمر بن مطهر الإرياني معمر بن مطهر الإرياني

مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، ليست بمعزل عن الجهود الدولية لتقويض نفوذ طهران التخريبي، فهي الأداة الأخطر بيد النظام الإيراني، والنموذج الأكثر اكتمالاً لاستنساخ نموذج الحرس الثوري خارج حدود إيران، وتحويل جماعة أيديولوجية إلى ذراع تمارس الوكالة في تهديد الأمن الإقليمي وابتزاز المجتمع الدولي.

ما أثبتته تطورات العامين الماضيين بوضوح، أن مليشيا الحوثي باتت القفاز الذي تستخدمه طهران لتنفيذ أجندتها العدائية في المنطقة، عبر تحويل اليمن إلى منصة لإطلاق الهجمات بالطائرات والصواريخ نحو دول الجوار، وتهديد أمن الطاقة العالمي وخطوط الملاحة الدولية، في تصعيد غير مسبوق يهدد بنسف الاستقرار الإقليمي والدولي.

إن أي مقاربة دولية تستهدف تقليص أدوات إيران العسكرية دون معالجة الوجود المسلح للمليشيا الحوثية، تعني عملياً ترك ثغرة استراتيجية في قلب الجزيرة العربية، تمكن طهران من مواصلة مشروعها التخريبي عبر وكيل جاهز، مستفيد من الجغرافيا الوعرة والأوضاع الداخلية في اليمن.

إن تجاهل خطر الحوثيين في إطار السياسات الإقليمية والدولية يمنح النظام الإيراني متنفساً استراتيجياً، يمكنه من استخدام المليشيا كورقة ضغط في أي مفاوضات قادمة، أو كخطة بديلة لتوسيع نفوذه في منطقة حيوية تطل على أحد أهم الممرات البحرية (باب المندب)، وقريبة من منابع الطاقة التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي.

إن أمن واستقرار اليمن ليس شأناً محلياً فحسب، بل ضرورة إقليمية ودولية، وبقاء المليشيا الحوثية في موقع السيطرة على اجزاء منه يضمن استمرار إيران في لعبة زعزعة الاستقرار، ويكرس وجود بؤرة تهديد مباشرة لحركة التجارة الدولية وممرات الطاقة، ويقوض الجهود العالمية لإعادة الامن والاستقرار في المنطقة.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار