عبدالباري عطوان: اليمن سيظل مقبرة الغزاة وانتقام شعبه سيكون اكبر مما يتصوره الكثيرون والذكي من اتعظ من غيره !؟
تمنى الاعلامي العربي البارز عبد الباري عطوان "ان تكون الانباء عن مبادرة عُمانية للحل صحيحة ، و ان تتجاوب معها كل الاطراف المعنية ، حقنا للدماء ، وتقليصا للخسائر ، على ان يتحمل المسؤول الاكبر عن هذه الحرب مسؤوليته كاملة ، ويتولى عملية اعادة الاعمار، واعادة الامل بحياة افضل للانسان اليمني، والا فان انتقام هذا الشعب الكريم الشهم، عزيز النفس ، سيكون اكبر مما يتصوره الكثيرون ، فاليمن كان ، و سيظل مقبرة الغزاة ، و الذكي من اتعظ من غيره .
:؛؛::::::::::::::::::::::::
وکتب هذا الصحافی مقالا فی صحیفته الالکترونیة "رای الیوم" تطرق فیه الى ما یسمى بـ"عاصفة الحزم" ، و اسباب الانتقال المفاجیء لعملیات "اعادة الامل" ، وهل ما زالت جبهة "التحالف العربی" متماسکة ؟ و ما مدى صحة المبادرة العُمانیة وبنودها .
و کتب عبد الباری عطوان : هناک عدة نقاط یمکن استقراؤها من خلال ردود الفعل والقراءات غیر الدقیقة للبیان السعودی یمکن ایجازها کما یلی :
اولا : اذا کانت “عاصفة الحزم” حققت کل اهدافها بنجاح مثلما قال العمید رکن احمد عسیری المتحدث باسم هذه العاصفة ، فلماذا لم یعد الرئیس الیمنی “الشرعی” عبد ربه منصور هادی الى العاصمة الیمنیة “الدائمة صنعاء او المؤقتة عدن” ، و ینسحب الحوثیون الى صعدة ، ویسلموا کامل اسلحتهم التی استولوا علیها من الجیش الیمنی ؟
ثانیا : العمید عسیری قال انه بعد 2432 غارة جویة لطائرات التحالف ، وعلى مدى اربعة اسابیع تقریبا من القصف تم تدمیر قدرة الحوثیین على تهدید دول الجوار الیمنی ، و کل ما فی حوزتهم من صواریخ بالیستیة ، وربما یکون ما قاله عن اعمال التدمیر صحیحا ، ولکن على حد علمنا لم یشکل الحوثیون و انصارهم ای تهدید على دول “عاصفة الحزم” مثل الامارات و البحرین و قطر و الکویت والسودان ، بالاضافة الى المملکة العربیة السعودیة، ولم نقرأ او نسمع عن امتلاک التحالف الحوثی صواریخ بالیستیة قصیرة المدى او عابرة للقارات ، و نأمل ان یوضح لنا العمید عسیری هذه النقطة فی مؤتمره الصحافی المقبل .
ثالثا : ترددت انباء عدیدة عن وجود مبادرة عُمانیة لانهاء الصراع سلمیا ، وتعددت الروایات حول بنود هذه المبادرة، فالبعض قال انها تتضمن ثمانیة نقاط، والبعض الآخر عشرة ، والثالث 12 نقطة ، ولم یصدر ای تصریح عن السلطات العُمانیة ، صاحبة الشأن، او بیان یؤکد او ینفی وجود هذه المبادرة .
رابعا : اذا کانت “عاصفة الحزم” انتهت، او ادت اغراضها، فی اضعاف، وربما انهاء قدرات الحوثیین العسکریة، فلماذا یصدر العاهل السعودی امرا باستدعاء قوات الحرس الوطنی (مئة الف جندی وطائرات اباتشی عمودیة ودبابات ومدرعات) وارسالها للدفاع عن الحدود الجنوبیة للمملکة قبالة الاراضی الیمنیة؟ فهل الحرب انتقلت الى حدود البلدین ، وما هی حقیقة ما یجری هناک ؟
خامسا : اذا کانت دول التحالف المشارکة فی “عاصفة الحزم” موحدة فما هو موقفها من انتهاء هذه العاصفة ، وهل تم التشاور معها للانتقال الى المرحلة الجدیدة ، ای عملیات “اعادة الامل” ؟ و اذا کان الحال کذلک ، کیف یتم تفسیر “الغزل” الذی غرد به الفریق ضاحی خلفان نائب رئیس شرطة دبی على حسابه الخاص على “تویتر” بالرئیس علی عبد الله صالح ونجله احمد ؟
سادسا : لماذا جاءت انباء وقف عملیات “عاصفة الحزم” من ایران اولا ، وعلى لسان حسین عبد اللهیان نائب وزیر الخارجیة الایرانی ، فهل هناک اختراق استخباری ، ام صفقة جرى التوصل الیها خلف الابواب المغلقة ، وما هی تفاصیلها ، وحتى متى سننتظر للتعرف على بنودها؟
سابعا : القصف الجوی یتوقف عادة فی الحروب فی حال توفر عدة امور : نفاذ بنک الاهداف، وهذا لم یتحقق بدلیل استئناف الغارات، او الاستعداد لتوغل بری، وهذا لم یتأکد، او لبدء مفاوضات للتوصل الى حل سیاسی، وهذا ما زال مستبعدا، بدلیل بقاء الوضع على الارض على حاله واستمرار التحالف الحوثی فی تغییر الوقائع على الارض.
ثامنا : العمید عسیری قال ان بدء “عاصفة الحزم” جاء بطلب من الرئیس الیمنی “الشرعی” ، و وقفها جاء بطلب منه ایضا ، فهل یملک الرئیس هادی الاستقلالیة فی عملیة اتخاذ القرار، ویستطیع بالتالی ان یرفض او یخالف وجهة نظر مضیفیه وحکومته فی الریاض ؟
و خلص عبدالباری عطوان الى القول : نتمنى ان تکون الانباء عن مبادرة عُمانیة للحل صحیحة ، و ان تتجاوب معها کل الاطراف المعنیة حقنا للدماء ، و تقلیصا للخسائر ، على ان یتحمل المسؤول الاکبر عن هذه الحرب مسؤولیته کاملة ، ویتولى عملیة اعادة الاعمار ، واعادة الامل بحیاة افضل للانسان الیمنی .. والا فان انتقام هذا الشعب الکریم الشهم ، عزیز النفس ، سیکون اکبر مما یتصوره الکثیرون ، فالیمن کان ، و سیظل مقبرة الغزاة ، و الذکی من اتعظ من غیره .
