آخر الأخبار


الاثنين 7 يوليو 2025
يقصف.. وأنا سأعمل جهدي.
رد الشيخ صالح حنتوس على التهديدات الحوثية إذا لم يسلم لهم رقبته.
كان رأس صالح حنتوس "يابساً"، وكان الله مع صالح حنتوس.
في التسجيل الأخير وهو يتحدث مع الشخصيات التي تفاوضه لتسليم رقبته إلى الحوثة، بدا ثابتاً في موقفه، لم يقدر على حلحلته أحد، فهو في منزله، مظلوم لم يعتد على أحد ولم ينهب مال أحد، كل ذنبه أنه يمني أسس داراً للقرآن الكريم، وأن الدار، الذي أغلقه الحوثة، مزدان بعلم الجمهورية اليمنية.
ذات مقابلة مع قناة الهوية، ظهر محافظ ريمة المعين من الحوثة متفاخراً بنموذج التعايش بين اليمنيين والحوثيين في المحافظة، حتى مع السياسيين المعارضين، وحيا موقف الشيخ حنتوس الواضح ومبدأه الصريح.
على الواقع، لم يترك الحوثيون الرجل السبعيني في حاله. في التسجيل الأخير وهو يتحدث مع مبعوثي الحوثة الذين يفاوضونه على التسليم، رفص حنتوس كل الوجوه، كان يعلم أنهم وصلوا للحلقة الأخيرة من سلسلة الاستهداف: أغلقوا دار القرآن الذي أسسه، اعتدوا على أقاربه في السوق وفي الطرقات، اعتدوا عليه، آذوه، وفي غمرة الانتشاء بمكاسب نصرتهم لغزة والسمعة التي حصلوا عليها من خديعة بعضاً من الجماهير والمكونات العربية؛ قرروا إذلاله، لكنه رفض الاستسلام لهم وكسب المعركة.
لم يقدر على إثناء صالح عن موقفه أحد، لا وجوه المفاوضين ولا التهديدات بالقصف، ولا حتى مقترحات أصحابه والمقربين منه، لم يطلب من أحد أن يقف معه مسانداً في المواجهة، هو يعرف النهاية تماماً، ولا يريد من الآخرين أن يضحوا لأجله مالم يكونوا مستعدين تماماً للتضحية للخلاص النهائي من الجرثومة التي حلت بالبلاد:
ـ اللي يشتي يقف معي يابه، يدعي لي ربي يعينك...
كان قد وضح في وصيته المسجلة:" من قتل دون ماله وعرضه فهو شهيد.. أنا مظلوم.. أنا شهيد بإذن الله اليوم"..
كان حنتوس مدركاً خطورة الحوثيين وأهدافهم جيداً، ولهذا أصر على المواجهة بشجاعة، وأدار المعركة بذكاء، مدركاً أثر الموقف المبارك في مواجهة الفرد المظلوم ضد الجماعة الظالمة، وبندقية الطبنجة الواحدة ضد عشرات الآليات المجهزة بمختلف الأسلحة وجحافل المسلحين.
ذكّر حنتوس، مبعوثي الحوثي وغيرهم، أنه استضاف المحافظ ووكيل المحافظة في منزله، ومع ذلك لم يتحلوا بمروءة القبيلة واحترام الوجوه، قال لهم بأنه تعرض للأذى وبحث عن الإنصاف في المؤسسات التي يديرونها ولم ينصفه أحد، لم يعتدِ صالح حنتوس على أحد، وتأثيره الاجتماعي والديني معروف من قبل أن يقتحم الحوثة المنطقة، ويجمدون ذلك التأثير بزيارة المحافظ والوكيل على أن يبقى الرجل بين بيته ومسجده. لماذا هذه الحملة التي باغتته واعتدت عليه إلى داخل المسجد أثناء صلاة الفجر؟ ولماذا كل هذا الحشد؟
في الواقع لم يكن من بين الحوثة ولا المتحوثين، أي "شخص" يتحلى بمثقال ذرة من رشد، وهم يحشدون عدتهم وعتادهم من داخل محافظة ريمة لمواجهة رجل واحد، ولا حين طلبوا التعزيزات من معسكرات الحديدة لتطويق الحصار على الرجل السبعيني، ولا حين حركوا تشكيلة من المعسكرات في محافظة ذمار ممن كانوا ينتظرون ـ بتحفز ـ المشاركة في معركتهم المزعومة والمتخيلة مع أ*مر*يكا وإ*سر*ائيل، قبل أن يسلكوا طريق ريمة ـ السلفية لخوض معركة داخل قرية صغيرة ضد رجل في منزله.
من أكبر قيادي إلى أصغر قاتل في صفوف الجماعة، لم يفكر أحد بأن هذا الاستعراض سيفضح هشاشة الجماعة، بدلاً من تحقيق الغرض "الوقائي الأمني" بترهيب اليمنيين في ريمة من خلال استهداف صالح حنتوس!.
لم يرتعب حنتوس من استعراض القوة الحوثية والتهديد باستخدامها الباطش ضده، رغم المخاوف التي دبت في وجوه المفاوضين وأصواتهم الناطقة برغبة الحوثيين الظالمة الذين يريدون تسليم رقبة الرجل من منزله لإذلاله، رد حنتوس: «أنتم تقولوا إنكم نظام وقانون، أي واحد معه شكوى يتجه إلى النيابة، وانا شاعين لي محامي» وحين أصر المفاوضون على الأمر الملشاوي، نصحهم حنتوس: «اليوم بي، بكرة هي بكم». أي أن الحوثة سيمرون على الوجاهات اليمنية وجهاً وجهاً، بل سيأتي اليوم الذي يأكل فيه من يقف معه، كما يوضح التسجيل: "بكرة هي بـ فارس روبع" ـ وروبع هذا هو أحد القادة الذين حشدوا للمعركة.
عجز المفاوضون عن إقناع الشيخ حنتوس بتسليم نفسه، فأشهروا التهديد الأخير بأن الحوثي سـ "يقصف".
ورد الشيخ بإيمان راسخ رافضاً احناء رأسه:
«يقصف.. يقصف.. وأنا كـ "اعمل جهدي».
*
ربما لم يدر في خلد الشيخ حنتوس، أن جهده هذا سيتجاوز أثره الساحة اليمنية ويحيي فكرة الخلاص الفردي في أذهان اليمنيين، ويمتد إلى الساحة العربية، ليسلب المليشيا ما حققته من تعاطف بين عدد من الجماهير والمكونات العربية، بموقفه المزعوم من غزة.
هذا الجهد كما يقول سليم خالد:
«حشر الجماعة في جحر فأر
كان جهد المقل.. لكنه صادق
وجهد العاجز.. لكنه ثابت
جهد الوحيد.. لكنه الممتلئ المتوكل.
لو كل مظلوم عمل جهده وما استكان ولا خضع، لما بقي في هذه البلاد ظالم».
...
نقلا عن موقع يمن شباب
أليسوا على خطى مقبل الوادعي وربما أكثر ؟
العزيمة عبادة..
لا تكذبوا على أنفسكم…
جهد صالح حنتوس
الوريث الشرعي للدين: شركة آل البيت المساهمة المحدودة
البطل النائم.. الذي صفع الوحش ومات من صوته!