آخر الأخبار


الخميس 12 يونيو 2025
في السياسة، تختلف مع خصمك.
تجادله، تساومه، ثم تلتقي معه في منتصف الطريق.
لكن ماذا تفعل إذا كان خصمك لا يعترف بوجودك أصلًا؟
يراك دخيلًا على الأرض، غريبًا على الوطن، ويؤمن أن الله منحه الحكم بالتوكيل… وحرّم عليك حتى السؤال!
هذا ليس خلافًا سياسيًا، بل احتلال فكري باسم السماء.
خصمك لا يريدك مواطنًا، بل تابعًا.
لا يريدك أن تحب بلدك، بل أن تعبد سلالته!
الحوثي لا يؤمن بالديمقراطية، ولا يعرف الانتخابات، ولا يعترف بالناس أصلًا!
يرى أن الحُكم حقٌ إلهيّ محصور في نسبه.
من خالفه… ضال،
من ناقشه… مرتاب،
ومن طالب بحقّه… عدو وكافر !
هكذا تتحوّل الدولة إلى سجن، والوطن إلى وقف شرعيّ، والناس إلى عبيدٍ لسيّدٍ لا يُحاسب.
نحن لا نواجه خلافًا على كرسي، بل معركة على معنى الوطن.
شعبٌ يريد أن يعيش، ومشروعٌ لا يعترف بوجود شعب أصلًا!
فلا تسأل بعد ذلك عن “حل وسط”، فالخرافة لا تُفاوضك… هي تنفيك.
وإذا لم تُرفض هذه الخرافة اليوم، سنصحو غدًا فنكتشف أننا لا نعيش في وطن… بل في سجن مؤبّد.
فكرة الانتماء بين الجين والطين
معركة التحرير أو العبودية !
الطريق وجراثيم الكراهية
وقاحة فكرية وفقهية وعقائدية
الوطن لا يُبنى بالخرافة