الاربعاء 14 مايو 2025
 السعودية... قلب العروبة النابض ومركز الثقل في معادلات العالم 
الساعة 03:53 مساءً
حمدي العمري حمدي العمري

لم تعد المملكة العربية السعودية مجرّد دولة محورية في العالم العربي، بل تحوّلت إلى فاعلٍ رئيس في صياغة مستقبل العالم، وشريك موثوق في تشكيل النظام العالمي الجديد ومن يقرأ تفاصيل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض، يدرك تماماً حجم التحوّل الذي تقوده المملكة بثقة ووعي، ويدرك أيضاً أن السعودية اليوم ليست مجرد وجهة دبلوماسية، بل منصة دولية تصنع السلام وتبني التحالفات وتوجّه بوصلة القرار الدولي وفي صميم هذه التحوّلات يقف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، القائد العربي الشاب الذي كسر السكون العربي، وأعاد الأمل إلى شعوب كانت تعيش في هوامش الأزمات، فهو ليس مجرد صانع قرار، بل صانع مستقبل، وبرؤيته المتقدمة وحنكته السياسية، جعل من السعودية حاضنة للسلام وداعمة للاستقرار، وراعية لثقافة التعايش والانفتاح.
لقد كان اختيار ترامب للسعودية كمحطة أولى في جولاته الخارجية رسالة سياسية بليغة، تؤكد موقع المملكة الفعلي في معادلة النفوذ العالمي، فهي لم تعد تكتفي بدورها التقليدي كدولة نفطية، بل غدت قوة اقتصادية كبرى، ورائدة إقليمية، ومرجعية سياسية، تقود عبر رؤيتها التنموية تحولات هائلة في الداخل، وتعيد صياغة علاقاتها الخارجية على أسس من المصالح المشتركة والندية والشراكة. 

الرياض، التي احتضنت المنتدى السعودي الأمريكي الاقتصادي على هامش الزيارة، استقبلت طائرة ترامب وهي تحمل على متنها وفداً من كبار رجال المال والأعمال والتكنولوجيا في العالم، في مشهد لا يعكس فقط حيوية الاقتصاد السعودي، بل يؤكد أن المملكة أضحت وجهة استثمارية ذكية، تبني نهضتها على العقول والشراكات النوعية وتراهن على المستقبل.

لقد كانت زيارة ترامب مناسبة للإعلان عن توقيع "وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية" بين البلدين، وتوقيع عشرات الاتفاقيات الضخمة التي تؤسس لعصر جديد من التعاون البنّاء في مجالات الاقتصاد والدفاع والتكنولوجيا والطاقة، لكن ما هو أعمق من الأرقام هو ما حملته المداولات السياسية من مضامين، حيث بحثت القيادة السعودية مع نظيرتها الأمريكية ملفات المنطقة العربية ، وأعادت التأكيد أن الرياض لم تتخلَّ يومًا عن دورها العربي، ولا عن التزاماتها الإنسانية تجاه الشعوب المنكوبة وقد تجسّد هذا البُعد العربي الإنساني في أبهى صوره، خلال لحظة استثنائية، حملت دلالات عميقة تتجاوز الكلمات، فعندما أعلن ترامب رفع العقوبات عن سوريا، عبّر ولي العهد عن امتنان صادق، بوضع يده على صدره في إيماءة نابعة من قلبٍ عربيّ كبير، وتلخيصاً لموقف سعودي راسخ: أن همّ الأمة هو همّ المملكة، وأن استقرار الشام واليمن وفلسطين، وكل رقعة عربية، هو هدفٌ أصيل في سياساتها.
اليوم، لم تعد السعودية فقط صانعة للسلام، بل حامية له، ولم تعد مجرد دولة في الإقليم، بل قطب دولي يُحسب له ألف حساب وعلى العرب والشرق الأوسط أن يعوا دور السعودية العالمي وأن يتمسكوا بها جيداً، وأن يفخروا بقادتها وبما يملكونه من شجاعة ورؤية، تقودهم إلى الواجهة العالمية، لا عبر الشعارات، بل عبر الفعل الذي يصنع التاريخ.


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار