الأحد 15 يونيو 2025
‏عن دروس الاشتباك الإيراني الاسرائيلي
الساعة 10:05 مساءً
ياسين التميمي ياسين التميمي

الحرب الاسرائيلية الايرانية، هي حرب غير اعتيادية لن تنتهي باستسلام أحدهما، بل برصيد من المكاسب الاستراتيجية  و الخسائر الكارثية التي ستتحدد بموجبها أحجام اللاعبين الإقليميين في منطقتنا وأدوارهم وربما تفرض عقيدة سياسية جديدة للصراع.
‏وأظن أن أمريكا تعمل بقوة للخروج من هذه المواجهة بأفدح الخسائر للجانب الإ-يراني، ونأمل أن لا يتحقق لها ذلك بشكل كامل.
‏هل هذا مكسب بالنسبة للمتضررين من إير-ان؟ لا قطعاً. سوف ندخل جميعاً في حقبة التطبيع اللعينة التي ستتحول معها ثروات المنطقة وإمكانياتها إلى أحد أهم دعائم التمكين (الص-هيوني) وسنواجه تحدي التصور التلمودي الذي يعزز من نزعة هذه الأقلية من المهاجرين المحتلين في فل-سطين نحو الهيمنة المطلقة على المنطقة وإذلالها. 
‏وعليه  فإنه من غير المجدي أن نشمت في إير-ان وأنصارها الذين دمروا بلداننا وهدموا دولنا وصادروا أموالنا ومنازلنا وشردوا بنا وما تركوا وصفاً سيئاً إلا وألحقوه بنا. 
‏المجدي حقاً أن نعمل على تصحيح ما أفسدته إيران وجماعتها من خلال تجريد جماعاتها المسلحة من المكاسب غير المستحقة وبما يضمن عودة دولنا إلى مرحلة التعافي، ونحتاج إلى ذلك بإلحاح في اليمن ولبنان أسوة بما تم في سوريا.
‏أما بالنسبة لإيران وأنصارها فسنكتفي بتذكيرهم بأنهم  كانوا على مدى العقود الماضية  القوات الأكثر فتكاً وبشاعة، على نحو ما جسدتها معاركهم الملحقة بالغزو الأمريكي في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن ضد أمتنا فأضعفتها ومزقتها، وسلمتها على طبق من ذهب لنتنياهو وجماعته المتطرفة. 
‏لن نشمت، فالأجدر بنا أن نقلق لأننا (الأمة) التي تدور حولها وضدها المؤامرات وطغت وتطغى بحقها القوى الأجنبية والأقليات. 
‏وأكثر ما يبعث على الأسى أننا لن نستفيد من هذه التحولات في إعادة بناء تصور  مشترك نواجه به التحديات، لأن الأولويات السلطوية والنوازع الطائفية ستبقى على حالها من التأثير في القناعات والمواقف لدى الشيعة ولدى حكام هذه الأمة.
 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار