آخر الأخبار
الثلاثاء 1 يوليو 2025
الهلال يهزم السيتي.. حين تحدثت السماء بلغة الزُرق
الساعة 10:38 صباحاً
فتحي أبو النصر فتحي أبو النصر

في ليلة كُتب لها الخلود، في أرض بعيدة عن الرياض ومانشستر، وتحديدا في قلب الولايات المتحدة، ارتفعت راية الهلال كأنها ترد على كل سؤال طُرح عن مشروع الدوري السعودي، وتفوقه الطموح.

لم يكن فوزا عابرا، بل ملحمة كروية ستروى للأجيال: الهلال يهزم مانشستر سيتي، برباعية في مباراة تلامس الجنون.

ليس فقط لأن الخصم هو أعظم منظومة كروية في العصر الحديث، بقيادة بيب غوارديولا وأسماء تتلألأ على خارطة كرة القدم، بل لأن الهلال فعلها وهو منقوص من أهم أسلحته. فاز بروح، بتنظيم، بشجاعة، وبمدرب يجيد العزف على أوتار التحدي.

والشاهد أن الهلال لم يلجأ لخطط الخوف. لم يكن فريقا سرق هدفا واختبأ خلف الحذر. بل واجه، وضرب، وأبدع، وسجل أربعة أهداف أمام فريق لم يتجرأ أحد على لمس كبريائه بسهولة. فيما كانت مباراة لا توصف إلا بكلمة واحدة: "ملحمة".

والحق يقال إن الأسطورة المغربي ياسين بونو كتب فصلا بطوليا خاصا به في الشوط الأول، فيما تصدى لمحاولات كانت كفيلة بتحويل المباراة إلى كابوس. أنقذ، تألق، ثم قاد الخلفية الزرقاء بثقة القائد المحارب.

وفي قلب الدفاع، كان كوليبالي حائطا من فولاذ. سُحق ضغط السيتي أمام هدوئه وقوته.

كذلك لعب الهلال وكأنه لا يعترف بالفوارق السوقية، ولا يهتم بما يُقال عن "الدوريات الكبرى".

اما قائد الأوركسترا، إنزاغي،فقد أثبت أنه ليس مجرد مدرب، بل مهندس لحظة تاريخية. رسم لوحة متكاملة: خطوط مترابطة، هجمات خاطفة، وجُرأة مدهشة في مواجهة خصم لا يرحم.

على إن هذا الانتصار لا يُحسب للهلال وحده، بل للمشروع السعودي بأكمله. مشروع لم يعد يبحث عن احترام العالم، بل ينتزع احترامه في المستطيل الأخضر.

كذلك سيذكر كل عاشق عربي لكرة تلك هذه الليلة. سيقولون: هناك، إذ لم يكن أحد يراهن علينا، كتب الهلال نشيدا بأربعة أهداف. لا بالتاريخ فقط، بل بالامتخيل.

مبروك للهلال. مبروك للعرب. مبروك لكرة القدم التي لا تعرف المستحيل خصوصا حين يكون الحلم أزرقا.

 


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار