الاثنين 20 مايو 2024
الرئيسية - أخبار اليمن - صحفي يمني: حديث الغرب عن القضية الإنسانية في اليمن غطاء لمآرب أخرى
صحفي يمني: حديث الغرب عن القضية الإنسانية في اليمن غطاء لمآرب أخرى
همدان العليي
الساعة 09:41 مساءً
بوابتي/متابعات قال الصحافي والناشط الحقوقي اليمني المعروف، همدان العليي، إن الحديث عن القضية الإنسانية في اليمن، من قبل بعض الدول الغربية، ليس أكثر من غطاء لنوايا وأهداف سياسية واقتصادية. وأضاف، في حوار مع "اليمن العربي" أن بعض الدول تحرص على بقاء الحوثيين كجماعة مسلحة في شبه الجزيرة العربية، لغرض ابتزاز دول الخليج. وأشار العلي إن الحكومة "الشرعية" لم يحالفها التوفيق في تعيين عدد من السفراء خصوصا في الدول الغربية، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على القضية اليمنية بشكل عام. وتحدث العلي، في الحوار، عن دور المنظمات الدولية في الحرب وعن قضايا أخرى. فيما يلي نص الحوار: ـ هل تقف دوافع إنسانية فعلا وراء الضغوط البريطانية والأمريكية لوقف عملية الساحل الغربي؟. · ما يقال إنه تحرك إنساني ليس أكثر من غطاء لأهداف ونوايا سياسية واقتصادية وربما عسكرية تريد تحقيقها الدول التي تتدخل وتضغط للحيلولة دون تحرير المحافظات من مليشيا الحوثي. حتى قرارات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لا تتم إلا بعد حراك سياسي كبير جدا ما بين سفراء الدول ووزراء الخارجية، وتعقد الصفقات سواء كانت السياسية أو الاقتصادية أو غيرها. وبعد هذه التوافقات والصفقات يتم التصويت على قرار متعلق بشأن إنساني، وبالتالي فإن أي تحرك من قبل أمريكا أو دول غربية لإنقاذ الحوثيين وراءه أهداف وغايات كثيرة. ـ ما مصلحة هذه الدولة من الوقوف إلى جانب مليشيا الحوثي؟. · بعض الدول تحرص على أن تبقى مليشيا الحوثي كجماعة مسلحة في شبه الجزيرة العربية ليتم من خلالها ابتزاز دول الخليج. ما يعني أن الحديث عن القضية الإنسانية بات مستهلكا وباتت المجتمعات العربية الإسلامية تفهمه وتدركه جيدا. وهناك ضرورة لمواجهة مثل هذا الخطاب، لأن ما يحدث في اليمن يؤذي اليمن ووحدته ونسيجه الاجتماعي، كما إن بقاء المليشيا يعني أن اليمن ستبقى غير مستقرة إلى ما لا نهاية، وهو أمر مرفوض حتى لا تتحول اليمن إلى بؤرة تهديد إقليمي ودولي. وعلاج هذا ليس بحماية الجماعات المتطرفة وإنما بالقضاء عليها. ـ البعض يحمِّل الشرعية المسئولة، كونها مقصرة في التواصل مع الخارج.. ما مدى صحة هذا الكلام؟. · هناك قصور ـ لا شك ـ في أداء السفارات بالخارج، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها. توضع أسباب مختلفة لكنها ليست مبررا لهذا التقصير من قبل السفارات خصوصا في الدول الأوروبية. يمكن القول إن هناك عدم توفيق، إن صح التعبير، في اختيار كثير من السفراء في العواصم الأوروبية، ما انعكس سلبا على القضية بشكل عام. وبطبيعة الحال لا يعني هذا عدم وجود مؤامرة. هناك مؤامرة وهناك شغل دولي، حتى المنظمات الدولية هي في نهاية المطاف أداة من أدوات الدول. وكما هو معروف أن المنظمات الدولية ووسائل الإعلام هي التي تصنع قناعات المجتمعات. نحن كيمنيين لا نستطيع أن نؤثر بشكل كبير في هذا الجانب مثل تأثير اللوبيات الدولية. ـ هل الخارج غير مدرك فعلا لحقيقة الوضع في اليمن؟. · الحكومات تعرف ومطلعة، ولكن ربما تم تغييب المجتمعات وتضليلها بكثير من المعلومات حتى ظهر الأمر كما لو أنه حرب تخوضها المملكة الغنية ضد اليمن الفقير، وهو مفهوم خاطئ لما يحدث، فهناك جماعة إرهابية مسلحة، وهناك انقلاب حدث على سلطة شرعية. ـ حدثنا قليلا على الدور الذي تقوم به المنظمات الدولية في هذا الجانب؟. المنظمات الدولية، كما قلنا، هي أداة من أدوات الدول العظمى، وسأعطيك مثالا صغيرا: المواضيع التي لا تستطيع أو تريد الدول الحديث عنها، يعطى الضوء الأخضر فيها للمنظمات لتقوم بالمهمة. هناك منظمة بريطانية اسمها "أوكسفام"، وهي منظمة خيرة. وبريطانيا، كما نعلم، من الدول الأكثر دعما لهذه، على المستوى الإعلامي، للتحالف العربي وللحكومة الشرعية، لكن هذه المنظمة من أكثر المنظمات التي صنعت وعيا أو نشرت فهما خاطئا عن القضية اليمنية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية منذ اليوم الأول للحرب. كانت المنظمة من المنظمات التي تشن حملات إعلامية ممولة لتشويه التحالف وتصوير ما يحدث في اليمن على أنه حرب دولة غنية على دولة فقيرة، وهو أمرٌ مجاف للحقيقة كما أسلفنا. والشاهد أن الدول تمارس، أحيانا، ضغوطا عن طريق المنظمات، وهو ما يحدث في اليمن، فكلما تحركت الشرعية لتحرير محافظة، تتحرك المنظمات لتصدر البيانات المطالبة بإيقاف المعارك، رغم أن هذه المنظمات لم تصدر بيانا واحدا منذ بدء تحرك المليشيا في صعدة، حتى حين حاصر الحوثيون السلفيين في منطقة دماج، فضَّلت هذه المنظمات الصمت. ـ هل ستصمد الهدنة؟. · الهدنة ليست موجودة، والمواجهات مستمرة حتى اليوم، فالمليشيا الحوثية، كما هو معروف عنها، لا تلتزم بأية هدنة، وتتخذ من الهدن والاتفاقيات فرصة للتمدد والحشد والانتقام من خصومها. مستقبلا.. مليشيا الحوثي لن تلتزم بأي اتفاق، وأقول لك: إذا توقفت الحرب ستعود المليشيا إلى المناطق التي تم تحريرها. هذه جماعة لديها مشروع وتطلق على نفسها "المسيرة القرآنية"، ما يعني أنها ستسير إلى ما لا نهاية، ومن يعرف هذه الجماعة يدرك جيدا أنها لن تتوقف، وهناك محطات كثيرة جدا من الهدن والاتفاقات التي تعاملت معها بهذا الشكل. تخيل أن الجماعة لم تعد إلى جادة الصواب بعد حشرها في جبل بمران قبل أكثر من عقد ونصف، فما بالك وهي بقوتها اليوم. الحديث عن اتفاق تلتزم بموجبه الجماعة بالقرارات الأممية وتسليم السلاح والانسحاب من المدن، مجرد أحلام. ـ لماذا رفضت الشرعية مقترح تسليم ميناء الحديدة وقد كانت رحبت به من قبل في عهد المبعوث السابق ولد الشيخ؟. · حينما قبلت الحكومة بذلك كانت في أطراف مديرية المخا التابعة لمحافظة تعز، لكن بعد كل هذه التضحيات، وبعد وصول المقاومة إلى داخل مدينة الحديدة من الصعب قبول مثل هذه المبادرات لأنها إنقاذ للحوثي لا أقل ولا أكثر.

آخر الأخبار