قال التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن مساء الأحد إن طائرة تابعة للأمم المتحدة ستهبط الإثنين في مطار صنعاء لإجلاء 50 جريحاً من مقاتلي الحوثيين  إلى العاصمة العمانية مسقط في خطوة تندرج في إطار بناء الثقة بين الأطراف اليمنية للتمهيد لمفاوضات السويد. وأضاف المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد تركي المالكي في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السعودية ، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تلقت طلب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث بتسهيل إجراءات إخلاء عدد (50) من الجرحى المقاتلين من جماعة الحوثيين إلى سلطنة عُمان لدواعٍ إنسانية. وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار بناء الثقة بين الأطراف اليمنية للتمهيد لمفاوضات السويد التي يرعاها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة . وأوضح المالكي، أن طائرة تجارية تتبع الأمم المتحدة ستصل الاثنين إلى مطار صنعاء لإخلاء الجرحى المقاتلين إلى العاصمة العمانية، وسيرافقهم 50 مرافقاً و3 أطباء يمنيين وطبيب يتبع للأمم المتحدة. ويعتبر ملف الجرحى الحوثيين أساسياً في الجهود الرامية لعقد مفاوضات سلام بين الأطراف اليمنية. وانهارت في الثامن من سبتمبر الماضي، مشاورات سلام بين الأطراف اليمنية المتناحرة قبل بدئها في جنيف برعاية الأمم المتحدة بعدما امتنع وفد جماعة الحوثيين عن الحضور ورفضه مغادرة صنعاء على متن طائرة الأمم المتحدة، وطلب طائرة عُمانية خاصة لتقله إلى مقر انعقاد المشاورات وتنقل معه إلى مسقط عدداً من الجرحى والعالقين، وتعود بهم إلى صنعاء، وهو ما رفضته الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً والتحالف العربي الداعم لها بقيادة السعودية، مبررين ذلك بأن الحوثيين يريدون نقل جرحى وعالقين إيرانيين وآخرين من حزب الله اللبناني يقاتلون إلى جانبهم. وأكد المالكي "جهود قيادة القوات المشتركة للتحالف في تقديم كافة التسهيلات والجهود لدعم مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن للوصول إلى حلّ سياسي وتقديم كافة التسهيلات للحالات الانسانية وبما يتماشى مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية". ومساء الأحد أكد مصدر مسؤول في جماعة الحوثيين أن بعض أعضاء وفد صنعاء سيغادرون العاصمة اليمنية صنعاء خلال الـ48 ساعة القادمة، متوجهين إلى العاصمة السويدية ستوكهولم، فيما سيتوجه بقية الأعضاء المتواجدين خارج اليمن إلى السويد مباشرة. ويرى المراقبون أن مشاورات السلام المرتقبة تعد أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، وذلك مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخّل لمنع حدوث مجاعة في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية. وكانت الأمم المتحدة ودول أخرى، دعت إلى إيقاف الحرب في اليمن، واستئناف الحوار بين أطراف الصراع قبل نهاية العام الجاري، في وقت يسعى المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، لجمع الفرقاء على طاولة المفاوضات في السويد.