آخر الأخبار


الاثنين 26 مايو 2025
يمثل طرد الصين هذا الأسبوع لصحفيين أميركيين من "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" و"صحيفة وول ستريت جورنال"، حلقة أخرى من مسلسل مطاردة بكين للمراسلين الصحفيين والتضييق عليهم.
الصين بررت قرار طرد الصحفيين بانتقامها من إدراة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قرر الحد من عدد الصحفيين التابعين لوسائل إعلام صينية (حكومية) من الذين يعملون في الولايات المتحدة.
حرب على الإعلام
لكن متابعين اعتبروا طرد الصين لصحفين من صحف مرموقة (مستقلة) تتمتع بأكبر قدر من المقروئية في العالم "جولة أخرى في حرب طويلة الأمد بين الصين ووسائل الإعلام التي لا توافق هواها" وليس إدارة ترامب، بدليل ما حدث قبل تولي ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة.
ففي عام 2016، خلال زيارة قام بها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، منع الحراس الصينيون صحفيين حتى من تغطية لحظة نزول الرئيس من طائرته.
مسؤول صيني برر وقتها الحادثة بالقول "هذه بلادنا، هذا مطارنا".
ومع بروز الصين كقوة عالمية في العقدين الماضيين، ازداد الاهتمام الإعلامي بالبلاد، إذ يعمل هناك حوالي 700 صحفي أجنبي معتمدين من أكثر من 50 دولة مختلفة.
ومعروف عن الصين محافظتها على ضوابط صارمة ومتشددة على وسائل الإعلام المحلية الخاصة بها، وتصنف ضمن أبرز البلدان التي تسجن الصحفيين.
ومع ازدياد اهتمام العالم بما يجري هناك بسبب فيروس كورونا المستجد الذي انطلق من ووهان الصينية، ضاعفت بكين من قبضتها على الصحافة.
لكن صحيفة نيويورك تايمز، على سبيل المثال، تمكنت من التواصل عبر تطبيق WeChat مع لي وينليانغ، الطبيب الذي تم إدخاله إلى المستشفى، بعد مساءلة طويلة الأمد لنشره معلومة مرتبطة بوباء قادم إلى العالم من الصين، وهو ما زاد من "غيض" بكين بحسب مراقبين.
وفي الماضي لم تكن الصين حريصة جدا على صورتها في وسائل الإعلام، لكن وبعد موجة الربيع العربي، كثفت بكين سيطرتها على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بهدف إسكات المعارضة وجميع أشكال الانتقادات.
ولا توفر الصين لمواطنيها خدمة أغلب وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة مثل فيسبوك وتويتر ولا حتى محرك البحث العالمي غوغل.
ومنذ تولي شي جين بينغ السلطة في عام 2012، رأت بكين أن التقارير الدقيقة القائمة على الحقائق حول الحكومة الصينية والمجتمع تشكل تهديدًا قويًا، للسمعة العالمية للبلاد.
تاريخ من المضايقات
حملة الحكومة الصينية على وسائل الإعلام الأجنبية على مدى السنوات السبع الماضية كانت متعددة الجوانب، إذ تمنع القيود التي تفرضها الوكالات الحكومية المواطنين الصينيين من الحديث مع وسائل إعلام دولية.
بكين تفرض كذلك على الصحفيين الأجانب شروطا صارمة للحصول على تأشيرة الدخول إلى ترابها، كما تعرقل معاملات اعتماد الصحفيين، وتقيد السفر إلى مناطق معينة من البلاد.
وتٌحظر تقريبًا جميع التقارير عن معسكرات الاعتقال الضخمة حيث معتقلي الأويغور في مقاطعة شينج يانغ.
ومن بين أهم وسائل الإعلام الضخمة التي تمنعها بكين من العمل نجد "بلومبرغ" الأميركية، وذلك بسبب فضحها سنة 2012 الممتلكات والعقارات الضخمة لعائلة الرئيس شي جين بينغ.
بكين أغلقت الوصول إلى الموقع الإخباري لبلومبرغ ومنعت التأشيرات لمراسليها وتعرضت لصحافييها بالتهديد والوعيد بالقتل.
وفي 2012، وقبل أن تفضح صحيفة نيويورك تايمز ممتلكات رئيس الوزراء آنذاك ون جيا باو، استدعى مسؤولون صينيون صحفيي التايمز لتحذيرهم من تداعيات نشر التحقيق.
وعندما نشرت القصة، أغلقت الصين موقع التايمز الصيني بشكل دائم، بينما لا يزال محتواها يتداول من خلال الشبكات الخاصة الافتراضية والحلول الأخرى، كما توقفت الصين عن إصدار تأشيرات جديدة لمراسلي التايمز.
ومع نهاية 2013، واجه ما يقرب من عشرين صحفيًا من نيويورك تايمز وبلومبرغ احتمال مغادرة الصين، لأن تأشيراتهم كانت على وشك الانتهاء ولم يتم تمديدها.
في المقابل، بذلت الصين جهدًا قويًا لتجميل صورتها في العالم، إذ أرسلت المزيد من الصحفيين الصينيين إلى الخارج، واشترت محطات إذاعية أجنبية.
وأصبحت 33 محطة إذاعية على الأقل في 14 دولة مملوكة من قبل إذاعة الصين الدولية، اعتبارًا من عام 2015. كما أنشأت بكين شركات إعلامية ناشئة في الخارج تبدو وكأنها مستقلة، لكن في الواقع يسيطر عليها الحزب الشيوعي الصيني.
تكالب بكين ضد وسائل الإعلام بلغ أشده خلال الأربعة أشهر الأخيرة، بعدما التفت العالم إلى الصين إثر انتشار فيروس كورونا المستجد، رغم محاولات بكين التستر على حيثيات الفيروس وطريقة انتشاره، ما تسبب في وفاة آلاف الأشخاص عبر العالم.
كورونا.. الوضع أسوأ مما نتصور
ورفضت بكين انتقاد الأجانب بسبب إدارتها للوباء، خشية انقلاب الراي العام المحلي عليها وإثارة اضطرابات اجتماعية، قد تطيح بالرئيس ونظام الحزب الشيوعي ككل.
وأدى حرص بكين على التكتم على حقيقة فيروس كورونا المستجد إلى طرد ثلاثة مراسلين في صحيفة وول ستريت جورنال شهر فبراير، كعقاب على عمود رأي بعنوان "الصين هي الرجل الحقيقي المريض في آسيا"، بالرغم من أن الصحفيين الثلاثة لم يكتبوا العمود ولم يشاركوا فيه قط.
الشيعة وولاية علي.. الرسول يرفض تولية علي أبسط الأمور!
هذا شعبُنا الذي نعرف ونحب!
أمي غنيمة
عن الدكتور عبدالعزيز المقالح
فضيحة "دكان القاسمي"، تجاوزات تقوض الثقة المصرفية
الهيمنة الحوثية إلى أين؟