الجمعة 10 مايو 2024
الرئيسية - عربية ودولية - "كورونا" يهز سجون العالم
"كورونا" يهز سجون العالم
الساعة 07:48 مساءً (متابعات)

مع ترسيخ فيروس كورونا أقدامه في مختلف أنحاء العالم، واختراقه أسوار القصور والمعسكرات المحصنة وحاملات الطائرات، باتت سجون العالم واحدة من البيئات الأكثر ملاءمة لموجة فيروسية سريعة تفتك بملايين المحتجزين حول العالم، ليكون الفيروس، عبر تهديده الحياة داخل السجون، حليفاً غريب الأطوار للسجناء المحكومين بأحكام خفيفة في قضايا غير جنائية أو أمنية، وهذا التمييز أطلق شرارة احتجاجات على نطاق ضيّق حتى الآن، من جانب سجناء لا تشملهم أي خطة عفو، حتى لو كان الأمر في طور الشائعات حتى الآن في كثير من الدول.

وحتى يوم السبت الماضي، بلغ عدد المصابين بالفيروس في سجون ولاية نيويورك الأمريكية 132 على الأقل من النزلاء و104 من العاملين في السجون. ويبدو أن الفيروس ينتشر بسرعة في شبكة السجون التي تشتهر بتكدس المسجونين فيها. وقالت إدارة الإصلاح في المدينة إنها تتخذ تدابير عديدة لحماية النزلاء وامتنعت عن التعليق على ما رواه أحد السجناء عن انهيار حارسة مصابة بالعدوى.



وفي مختلف أنحاء الولايات المتحدة تبلغ السجون ومراكز احتجاز المتهمين أثناء المحاكمات عن تسارع انتشار المرض الجديد وعن اتخاذ تدابير مختلفة لحماية السجناء.

وتوصلت وكالة رويترز إلى أن السلطات تخلي سبيل آلاف السجناء دون أي فحص طبي يذكر في بعض الحالات للتأكد مما إذا كانوا مصابين بفيروس كورونا ومعرضين لنقل العدوى لغيرهم. ومن مراكز انتشار المرض سجن مقاطعة كوك في شيكاغو بولاية إيلينوي. ومنذ تأكد أول حالة في السجن يوم الأحد أصاب الفيروس 89 نزيلاً وتسعة من العاملين.

وقد أفرجت مدينة نيويورك عن 450 نزيلاً في سجونها منذ عطلة الأسبوع الماضي في إطار مساعيها لاحتواء الفيروس.

ويزيد عدد المسجونين في الولايات المتحدة عنهم في أي دولة أخرى إذ اقترب إجمالي عدد المحبوسين من 2.3 مليون في 2017، وفقاً لإحصاءات وزارة العدل الأمريكية. وقال ستيفن جونز (55 عاماً) النزيل في سجن اتحادي في ليتلتون بولاية كولورادو «إذا دخل الفيروس هنا وكلنا نتوقع ذلك فالهلاك مصيرنا».

في بريطانيا، أعلن الخميس الماضي عن وفاة أول سجين متأثراً بإصابته بفيروس كورونا. في جميع أنحاء بريطانيا، جاءت نتائج اختبارات تشخيص 19 سجيناً «إيجابية»، موجودون في 10 سجون، بالإضافة إلى إصابة 4 من موظفي السجون بالمرض يعملون في 4 سجون.

تركيا: عفو وتسييس

وتدرس تركيا إطلاق سراح 90 ألف سجين قريباً أو السماح لهم بقضاء فترة عقوبتهم في المنزل من أجل الحد من انتشار الفيروس في السجون، وذلك وفقاً لاقتراح تشريعي تقدم به حزب العدالة والتنمية الحاكم. ويستبعد الاقتراح أولئك الذين ارتكبوا جرائم إرهابية أو جنسية أو مرتبطة بالمخدرات، وكذلك المدانون بقضايا قتل أو عنف ضد المرأة. إلا أن الحزب الحاكم تعمد تسييس ملف العفو عبر وضع قيود فضفاضة تمنع إطلاق سراح آلاف السياسيين والصحفيين ونشطاء حقوقيين يقبعون في السجون. واعتقلت السلطات التركية أكثر من 150 ألف شخص منذ المحاولة الانقلابية في صيف عام 2016، فيما يبلغ مجموع السجناء نحو 270 ألفاً.

إيران: سجون مزدحمة

وفي إطار محاولة وقف انتشار الفيروس في السجون المزدحمة، قرر القضاء الإيراني تمديد الإفراج المؤقت عن مئة ألف سجين. وقالت إيران يوم 17 مارس إنها أفرجت عن نحو 85 ألف شخص مؤقتاً من السجون من بينهم المسجونون السياسيون. وعدد المسجونين في إيران 189500 شخص وفقاً لتقرير قدمه المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران إلى مجلس حقوق الإنسان.

باكستان.. إجراء معاكس

في هذه الأثناء، اتخذت باكستان إجراءً معاكساً للتيار، فقد علقت المحكمة العليا الإفراج عن السجناء، متجاهلة المخاوف من أن تصبح السجون المكتظة بالمحتجزين بؤرة تفشٍ جديدة لفيروس كورونا. وكانت عدة محاكم أقل درجة قد أصدرت أوامرها الأسبوع الماضي للحكومات الإقليمية بالإفراج عن السجناء الذين مازالت تتم إجراءات محاكمتهم والمدانين بارتكاب جرائم صغيرة لتخفيف الزحام في السجون. وأوضحت الإحصاءات الرسمية أن هناك أكثر من 77 ألف سجين محتجزٍ في السجون الباكستانية، التي تستوعب سعتها حوالي 55 ألف سجين.

إندونيسيا.. إفراج مبكر

كما تستعد إندونيسيا للإفراج المبكر عن حوالي 30 ألف سجين في إطار سعيها لتجنب زيادة محتملة في أعداد المصابين في سجونها المكدسة. ونصت وثيقة أصدرتها وزارة العدل وحقوق الإنسان على أن السجناء الذين قضوا ثلاثة أرباع مدة الحكم سيكونون مؤهلين للحصول على إفراج مبكر، وسيكون الأحداث مؤهلين لذلك إذا قضوا نصف المدة.

وتظهر بيانات رسمية أن هناك نحو 270 ألف سجين في إندونيسيا، وهو ما يزيد بأكثر من المثلين عن طاقة استيعاب السجون بعد أن أدت حملة لمكافحة المخدرات إلى زيادة أعداد المحبوسين.


تونس.. اكتظاظ وعفو

عربياً، أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد عفواً عن أكثر من 1400 سجين سيتم الإفراج عنهم لتخفيف الاكتظاظ في السجون. ويبلغ عدد السجناء في تونس قرابة 23 ألفاً بحسب أرقام رسمية، بينما تبلغ طاقة استيعاب السجون البالغ عددها ستة في أنحاء البلاد 18 ألفاً.


إجراءات تعسفية

وطالبت منظمة التحرير الفلسطينية، بتدخل دولي للضغط على إسرائيل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجونها في ظل خطر فيروس كورونا. وحذرت من «إجراءات تعسفية اتخذتها سلطات السجون مؤخراً بحق الأسرى، وحرمانهم من أكثر من 140 صنفاً، تشمل مواد التنظيف، والمعقمات، والمواد الغذائية، وغيرها من المواد في هذا الوقت الاستثنائي تنذر بكارثة فاجعة بحق أكثر من 5000 أسير وأسيرة».


حالات عصيان

في المقابل، شهدت بعض السجون حالات عصيان وتمرد إما بسبب نقص العناية، أو لحالات شغب قامت بها فئات لم تشملها خطة العفو. ففي ولاية «وان» ذات الغالبية الكردية، شرقي تركيا، شهد السجن المركزي في المدينة حالة عصيان عام، أول من أمس الثلاثاء، أدت إلى استنفار أمني في المدينة.

وفي شمال شرقي سوريا، استغل سجناء ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي حالة الارتباك العام والمخاوف من تفشي كورونا لدى السلطات المحلية، وقاموا بمحاولة هروب من سجن يقع في مدينة الحسكة. وأنهت قوات سوريا الديمقراطية العصيان في السجن الذي يضم نحو خمسة آلاف موقوف، بينهم أجانب من جنسيات مختلفة.

في تايلاند، قال مسؤولون إن سجيناً واحداً بقي هارباً، بينما أعيد القبض على 10 آخرين بعد أحداث شغب في سجن خلال العطلة الأسبوعية أثارتها شائعات عن تفشي كورونا في السجن.

وأفادت المصادر بأن أعمال الشغب تسببت في اشتعال النار بمبنى السجن وأصبح غير قابل للاستخدام. وتم نقل نحو ألفي نزيل إلى سجون قريبة.
 


آخر الأخبار