الاربعاء 24 ابريل 2024
الرئيسية - عربية ودولية - تفشي كورونا في القارة العجوز.. هكذا أغمضت أوروبا عينيها عن الكارثة
تفشي كورونا في القارة العجوز.. هكذا أغمضت أوروبا عينيها عن الكارثة
الساعة 01:50 مساءً (متابعات)

أخطرت حكومات دول الاتحاد الأوروبي، رئاسة الاتحاد في بروكسل، أن نظمها الصحية جاهزة، ولا داعي لطلب المزيد من الإمدادات وذلك قبل شهر تقريبا من تحرك أوروبا على عجل للحصول على أقنعة طبية وأجهزة تنفس وأجهزة اختبار للكشف عن فيروس كورونا، حسب ما كشفته وثائق الاتحاد.

 



ويتناقض هذا التقييم الوردي تناقضا صارخا مع أزمات نقص الأقنعة والمعدات الطبية التي ظهرت بعد بضعة أسابيع عندما قدرت المفوضية الأوروبية أن الاحتياجات في مختلف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تزيد عشر مرات على ما هو متاح في العادة.

 

”الأمور تحت السيطرة“

وفي حين أن ندرة المعدات ترجع في الغالب إلى تضخم الطلب العالمي، فقد أظهرت وثائق داخلية وأخرى معلنة، أن حكومات الاتحاد الأوروبي ربما تسببت في ازدياد الأزمة سوءا بالمبالغة في قدرتها على احتوائها.

 

 

ففي اجتماع مغلق مع دبلوماسيين من الدول الأعضاء في الخامس من شباط/فبراير الماضي، بعد أسبوعين من تقييد الصين حركة ما يقرب من 60 مليون فرد في إقليم هوبي، أي ما يعادل سكان إيطاليا تقريبا، قال مسؤول في المفوضية الأوروبية إن ”الأمور تحت السيطرة“.

 

وحدث ذلك قبل أسبوعين فحسب من سقوط أول ضحايا كورونا في إيطاليا، التي بلغ عدد حالات الوفاة بمرض كوفيد-19 فيها 12428 حالة الآن، أي ما يعادل -تقريبا- أربعة أمثال الوفيات في الصين، التي كانت أول دولة يظهر فيها المرض.

 

وسئل متحدث باسم المفوضية عن ما إذا كانت الوثائق تظهر أن الاستجابة الأوروبية للمرض كانت أبطأ مما يجب فقال ”من يناير (كانون الثاني) عرضت المفوضية إمكانية الدعم على الدول الأعضاء“.

 

عمل انفرادي

وبدأت حكومات الاتحاد الأوروبي تدرك خطورة الوضع في آذار/مارس الماضي، غير أن حكومات كثيرة منها لجأت إلى إجراءات حمائية بدلا من التركيز على العمل المشترك، فأقامت حواجز تجارية لعرقلة صادرات المعدات الطبية إلى الدول المجاورة.

 

ولا تملك إيطاليا حتى الآن سوى نسبة بسيطة من 90 مليون قناع يحتاجها العاملون في القطاع الطبي كل شهر.

 

وطلبت فرنسا الأسبوع الماضي شراء أكثر من مليار قناع كما تعمل شركات التصنيع على تعديل خطوط إنتاجها لصناعة أجهزة التنفس.

 

كان التحليل المتفائل الذي قدمه مسؤول المفوضية الأوروبية في الخامس من شباط/فبراير الماضي نابعا من سلسلة من الاجتماعات مع خبراء الصحة من الدول الأعضاء في الاتحاد.

 

وفي اجتماع عقد في الـ 31 من كانون الثاني/يناير الماضي، قال مندوبون من وزارات الصحة للمفوضية إنهم لا يحتاجون مساعدة في شراء المعدات الطبية، حسب ما ورد في تفاصيل محضر الاجتماع.

 

وجاء في المحضر: ”لم تطلب أي دولة حتى الآن دعما للحصول على تدابير مضادة إضافية“، وأن أربع دول أعضاء فقط حذرت من أنها قد تحتاج لمعدات وقاية إذا تدهور الوضع في أوروبا، ولم ترد أسماء الدول الأربع في الوثيقة.

 

وفي الـ28 من شباط/فبراير الماضي، وبعد شهر من عرض المساعدة الأولى، وبعد حث الحكومات على توضيح احتياجاتها في اجتماعين آخرين على الأقل، بدأت المفوضية الأوروبية برنامجا مشتركا لشراء أقنعة الوجه ومعدات وقاية أخرى.

 

وفي البداية لم تقدم أي عروض في المناقصة التي أجريت لحساب 25 دولة من أعضاء في الاتحاد، وفقًا لوثيقة داخلية.

 

وتعمل الدول الأعضاء في الوقت الحالي على تقييم العروض التي وردت في مناقصة ثانية، لكن لم توقع أي عقود حتى الآن، وتشير تقديرات المفوضية إلى أن أي كميات لن تسلم قبل أسابيع.

 

وكانت حكومات الاتحاد الأوروبي أكدت لبروكسل أن العاملين في القطاع الطبي لديها مطلعون بشكل كاف على كيفية التعامل مع مرضى كوفيد-19، حسب ما أظهرته وثيقة، رغم أن إيطاليا لم تلزم الأطقم الطبية بارتداء الأقنعة عند التعامل مع الحالات المشتبه فيها إلا بدءا من الـ24 من شباط/فبراير الماضي.

 

وتشير البيانات الرسمية إلى أن ما يقرب من عشرة آلاف من العاملين في قطاع الصحة بإيطاليا، أي نحو 9% من إجمالي الحالات في البلاد، أصيبوا بالعدوى.

 

وفي اجتماع عقده الاتحاد الأوروبي في الرابع من شباط/فبراير الماضي، قال خبراء الصحة من دول أعضاء ”القدرات التشخيصية موجودة وبدأت بضع دول إجراء الاختبارات“.

 

الوضع حاليا

أما الآن فتواجه دول الاتحاد نقصا هائلا في أجهزة الاختبار، وبدأت تنفيذ خطة مشتركة لشرائها في الـ18 من آذار/مارس الماضي.

 

ولم تظهر الحاجة لشراء أجهزة التنفس اللازمة للمرضى أصحاب مشاكل التنفس الحادة من خلال ترتيب مشترك إلا في اجتماع لخبراء الصحة بدول الاتحاد عقد في الـ 13 من آذار/مارس، حسب ما ورد في محضر الاجتماع.

 

 

وبدأت المفوضية الأوروبية تنفيذ خطة للشراء في الـ 17 من آذار/مارس الماضي.

 

واعتبرت الوكالة الأوروبية المسؤولة عن مكافحة الأمراض أن مخاطر مواجهة نظم الرعاية الصحية لما يفوق قدراتها ”منخفضة إلى متوسطة“ في منتصف شباط/فبراير الماضي، وتعتمد الوكالة على التقديرات الفردية للدول الأعضاء.

 

وبعد شهر عدلت الوكالة تقديرها، وقالت إنه لن يكون لدى أي دولة ما يكفي من أسرة الرعاية المركزة بحلول منتصف نيسان/أبريل الجاري.


آخر الأخبار