آخر الأخبار
الأحد 22 يونيو 2025
حين يسقط الجلاد... من حق الضحية أن تبتسم
الساعة 01:15 مساءً
فتحي أبو النصر فتحي أبو النصر

 

في عالم السياسة لا يُلام الضحية إن ابتسم حين يسقط جلاده. 

فالمقهورون من إيران في العراق ولبنان وسوريا واليمن لا يرقصون فرحا على أنقاض طهران النووية حبا في إسرائيل، بل لأنهم يعرفون، أكثر من غيرهم، كيف تكون الحياة تحت خيمة ولاية الفقيه: خنقٌ للسيادة، مصادرة للهوية، وتحويل للأوطان إلى ساحات مناورة لخدمة مشروع لا يؤمن بالحدود ولا يعترف بالشعوب إلا كوقود.

نعم..الذين لم يذوقوا طعم القهر الإيراني، من بعض الأشقاء العرب، يطالبوننا بالسكوت أو التحلي بـ"الوعي القومي"، وكأن الوطنية تُقاس بمدى قدرتنا على احتمال الوصاية الإيرانية بصمت. 

ويا ليتهم ذاقوا ما ذقنا، لربما فهموا لماذا تسقط الدموع من أعيننا ونحن نشاهد مفاعلات تضرب، ولماذا تولد في القلب بارقة حلم من تحت ركام خراسان وطبرستان.

 والحق يقال 

لسنا طائفيين، بل أنتم من صمتم على اغتيال بغداد، وتمزيق صنعاء، واحتلال بيروت، وتجويع دمشق، ثم صرتم اليوم تعظوننا عن الأخوة الإسلامية من برجكم العالي. 

وصدقوني نحن لم نكره إيران لأنها شيعية، بل لأنها استعمرت أوطاننا بشعارات المقاومة ثم سلمتنا لميليشيات الموت. 

لذلك نحن نُهلل لكل ضربة عسكرية، فيما نفرح فقط حين تهتز رموز مشروع الهيمنة والدمار الذي سُمي زورا "ثورة".

اتعرفون.. إيران ليست ضحية كما تحاول أن تبدو. 

بل مشروع توسعي أخفى سيفه في غلاف عقائدي، وشحن مدافعه بشحنات عاطفية عن القدس، بينما بوصلته كانت دوما تتجه نحو عواصمنا، لا نحو تل أبيب. وتمارس ضدنا العنصرية والطبقية باسم ال الطيط.
نعم.. هذه الحقيقة 

ونحن نُدرك أن الضربات الجوية لا تغير المعادلات وحدها، لكننا نعرف أيضا أن الصمت على القهر والكهنوت لا يولد الحرية. وأن ما لا تهدمه القنابل تهدمه الصحوة المتأخرة لشعوبنا.

فحين تشتعل منشأة نووية في إيران، لا نُشعل نحن الشموع تضامنا، بل نُطفئ شموع جنائزنا مؤقتا، لنضحك للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، ونقول: لعل الليل بدأ ينكسر.

أما من يعيش في رفاهية المراقبة من بعيد، فليتحلَّ ببعض الصمت النبيل. 

فالألم الذي لا يُعاش لا يمكن التنظير له. ومن لم تمشي دبابة الحرس الثوري فوق رصيف حيك، ولم تقصف عائلته مدافع القرآن الناطق..لا يحق له أن يعلمك كيف تُحب وطنك.
فهمتم ما فهمتم مش مشكلتي..


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار