آخر الأخبار


الجمعة 2 مايو 2025
يُعَد شهر رمضان فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله بالطاعات، إلا أن البعض قد يقع في ممارسات خاطئة، سواء في السهر أو في تناول الطعام في أوقات غير مناسبة، أو حتى في الجمع بين الأكل المباح والمحرم.
ومن بين الأسئلة التي تثار في هذا السياق، تساؤل حول حكم من يسهر حتى منتصف الليل، ثم يتناول الطعام وينام، ليستيقظ عند أذان الفجر لشرب الماء وربما بعض المحرمات، ثم يتجه للصلاة، وهو ذات السلوك الذي يتبعه عند الإفطار.
وفي هذا الصدد، أوضح الشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه الله، أن الله سبحانه وتعالى لم يرضَ لعباده أن يتناولوا ما حرّم عليهم، وأمرهم بالالتزام بما أباحه لهم. فالواجب على المسلم أن يتحرى الطاعات في صيامه وقيامه وجميع أفعاله. وشدد الشيخ على أهمية أن يستغل الصائم شهر رمضان في العبادات والطاعات، مثل الصلاة، وقراءة القرآن، والتسبيح، والدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من أعمال البر.
وأشار بن باز، إلى أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب فحسب، بل هو جُنّة - أي وقاية - من النار، ولكن بشرط حفظه من المعاصي، حيث قال النبي ﷺ: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه." وهذا يدل على أن الغيبة، والكذب، والسب، وجميع المحرمات تؤثر على صيام المسلم، وربما تُذهب أجره.
التحذير من الإفطار على المحرمات
وأكد الشيخ ابن باز أن السنة النبوية تحث على تعجيل الإفطار عند غروب الشمس، حيث قال النبي ﷺ: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الإفطار." وبيّن أن الإفطار ينبغي أن يكون على شيء مباح، كالرطب أو التمر أو الماء، فإن لم يتيسر فليكن أي طعام مباح.
وحذّر من الإفطار على المحرمات مثل المسكرات، والمخدرات، والتدخين، والقات، مشيرًا إلى أن هذه الأمور تفسد روح الصيام، وتناقض مقاصده. فالمسلم مطالب بأن يحفظ صومه من كل ما يُدنسه، ولا يختم يومه بعمل محرم يفسد أجر صيامه.
التوجيه في وقت السحور
وفيما يتعلق بالسحور، أوضح الشيخ أن السنة هي تأخير السحور إلى آخر الليل، وليس تناوله في منتصف الليل كما يفعل البعض. واستدل بحديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، الذي قال: "تسحرنا مع النبي ﷺ، ثم قام إلى الصلاة، فقلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية." وهذا يعني أن الوقت بين السحور وأذان الفجر كان حوالي خمس إلى عشر دقائق فقط.
وبيّن الشيخ أن تأخير السحور يمنح الصائم قوة ونشاطًا خلال النهار، بينما السهر حتى منتصف الليل وتناول الطعام ثم النوم يؤدي إلى الكسل وقد يعرض الصائم لخطر النوم عن صلاة الفجر أو تناول الطعام بعد دخول وقت الصيام بالخطأ، مما قد يفسد الصوم.
ضرورة الانضباط في العشر الأواخر من رمضان
وأشار الشيخ إلى أن السنة في العشرين يومًا الأولى من رمضان هي النوم والاستيقاظ للصلاة في أوقات منتظمة، وعدم السهر الطويل الذي يرهق المسلم خلال النهار. أما في العشر الأواخر، فالسنة هي إحياء الليل بالعبادة، تأسّيًا بالنبي ﷺ، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: "كان النبي ﷺ إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله."
وأكد أن النوم الزائد أو السهر المفرط خلال رمضان قد يؤدي إلى التكاسل في العبادة أو النوم عن صلاة الفجر، وهو أمر يجب على المسلم الحذر منه.
وشدد الشيخ عبد العزيز بن باز على ضرورة التمسك بتعاليم الإسلام في شهر رمضان، واتباع السنة النبوية في الإفطار والسحور، والابتعاد عن كل ما يُنقص من أجر الصيام. كما أوصى بالحرص على أداء الصلاة في وقتها، والالتزام بالعبادات التي تقرب المسلم إلى الله، مع تجنب العادات التي تتعارض مع مقاصد الصيام.
أصوات مقهورة من صنعاء
شذرات من مشهد غير مفهوم
مسيحية بيضاء… كاثوليكية رومانية
الحوثي... مشروع كهنوتي كاذب قائم على الخداع والدجل.
عيد العمال اليمني: احتفال بدون عمل ولا رواتب ولا دولة
جاكيت جارنا