آخر الأخبار


الخميس 8 مايو 2025
أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ عن اتفاق مع جماعة الحوثي لوقف الهجمات المتبادلة، جدلاً واسعًا حول أبعاد الاتفاق، ودور إسرائيل في سياق التصعيد الأخير، وسط ضربات إسرائيلية عنيفة طالت منشآت مدنية في اليمن خلال اليومين الماضيين.
وقال ترامب إن الحوثيين أبدوا رغبتهم في وقف استهداف السفن التجارية، مقابل وقف الغارات الأمريكية على مواقعهم، مؤكدًا أنه قبل بتعهداتهم ووجّه بوقف الضربات فورًا. وأضاف من المكتب البيضاوي: "إنهم فقط لا يريدون القتال... وسنحترم ذلك".
لكن وزارة الخارجية الأمريكية سارعت لتوضيح أن الاتفاق مع الحوثيين "يقتصر فقط على وقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر"، دون أن يتضمن أي إشارات إلى الهجمات التي يشنها الحوثيون ضد إسرائيل، أو الضربات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي اليمنية.
من جهته، أعلن ناطق الحوثيين محمد عبد السلام استمرار عمليات جماعته ضد إسرائيل، مؤكدًا أن "دعم غزة لا يمكن أن يتوقف"، وأن "العدوان الأمريكي جاء لإسناد العدو الإسرائيلي"، بحسب تصريحاته لقناة المسيرة التابعة للجماعة.
وفيما تتصاعد التساؤلات عن وجود تنسيق أميركي–إسرائيلي بشأن هذه التطورات، أفادت تقارير إعلامية متضاربة بأن إسرائيل لم تُبلّغ مسبقًا بالاتفاق الأميركي الحوثي. ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول إسرائيلي كبير أن تل أبيب فوجئت بإعلان ترامب، فيما أكدت هيئة البث العبرية أن مسؤولين إسرائيليين عبّروا عن استغرابهم من الخطوة الأميركية.
في المقابل، أشار مصدر في وزارة الدفاع الأميركية لشبكة CNN أن إسرائيل أخطرت واشنطن مسبقًا بنيّتها شن ضربات على اليمن، دون أن يتم تنسيق مباشر بين الطرفين.
وتصاعدت التكهنات حول ما إذا كانت هذه التحركات تمهد لإعلان أوسع من قبل ترامب، خصوصًا مع تصريحه عن "إعلان إيجابي كبير جداً" سيصدر قبل زيارته المرتقبة إلى السعودية والإمارات وقطر. ويرجح مراقبون أن الإعلان قد يرتبط بمفاوضات أميركية–إيرانية، لا سيما بعد تقارير عن دور سلطنة عمان في التوسط بين واشنطن والحوثيين، وعلامات على تقدم في المسار النووي الإيراني.
وبحسب مصادر دبلوماسية نقلتها "سي إن إن"، فإن الاتفاق مع الحوثيين جاء بعد نشاط دبلوماسي مكثف بين الولايات المتحدة وسلطنة عمان، بهدف كبح التصعيد في البحر الأحمر وتعزيز فرص التوصل لاتفاق نووي جديد مع إيران. كما أُشير إلى أن طهران قدمت "عربون حسن نية" يتمثل في التزامها بكبح جماح الحوثيين.
من جانبها، أعلنت سلطنة عمان لاحقًا نجاح جهودها في التوصل إلى تفاهم يقضي بوقف هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
لكن هذه التفاهمات جاءت في وقت نفّذ فيه الجيش الإسرائيلي حملة غارات جوية مكثفة على منشآت مدنية وخدمية في اليمن، شملت مطار صنعاء، وميناء الحديدة، ومصانع أسمنت ومحطات كهرباء، ما أثار تساؤلات حول مدى اتساق المواقف الأميركية والإسرائيلية، في ظل ما يراه البعض تنسيقًا غير معلن أو تضاربًا في السياسات.
يبقى الغموض مسيطراً على تفاصيل الاتفاق الأميركي–الحوثي، في وقت تترقب فيه المنطقة الإعلان الذي وعد به ترامب خلال أيام، وسط أنظار مشدودة نحو نتائج المفاوضات الأميركية–الإيرانية، وإمكانية تأثيرها على تهدئة التوترات الإقليمية المتصاعدة.
موسم الحصاد المر… لماذا وصلنا إلى هنا؟
السلاح الذي دمّر غزّة… ويهدد لبنان!
اعتدال «طالبان» ولمْع السراب
كيف يمكن قراءة تصريح ترامب؟
عن الاتفاق الأمريكي الحوثي