الخميس 8 مايو 2025
الرئيسية - أخبار العالم - التصعيد مستمر.. الهند وباكستان تتبادلان هجمات بالطائرات المسيّرة واسلام اباد تتحدث عن قناة اتصال بين البلدين
التصعيد مستمر.. الهند وباكستان تتبادلان هجمات بالطائرات المسيّرة واسلام اباد تتحدث عن قناة اتصال بين البلدين
الساعة 04:18 مساءً (بوابتي - وكالات)

تبادلت باكستان والهند الاتهامات بشنّ هجمات باستخدام طائرات مسيّرة، اليوم الخميس، في اليوم الثاني من أعنف مواجهة بين الجارتين النوويتين منذ أكثر من عقدين، حيث صرّح وزير الدفاع الباكستاني أن "الرد بات شبه مؤكد".

وقالت باكستان إنها أسقطت 25 طائرة مسيّرة هندية، في حين أكدت الهند أن دفاعاتها الجوية صدّت هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ أُطلقت من باكستان استهدفت مواقع عسكرية، مما بدّد الآمال بقرب التهدئة رغم الضغط الدولي المتزايد.



ودعت قوى عالمية كبرى، من الولايات المتحدة إلى روسيا والصين، إلى ضبط النفس في واحدة من أخطر وأكثر المناطق كثافة سكانية وتوتراً نووياً في العالم. كما أمرت القنصلية الأمريكية العامة في مدينة لاهور الباكستانية موظفيها بالبقاء في أماكنهم تحسباً للتطورات.

وجاءت هذه التطورات بعد أن أعلنت الهند، يوم الأربعاء، أنها استهدفت تسعة مواقع للبنية التحتية "الإرهابية" داخل باكستان، ردًا على ما وصفته بهجوم دامٍ مدعوم من إسلام أباد في إقليم كشمير الهندي في 22 أبريل.

ونفت باكستان مسؤوليتها عن الهجوم، كما أنكرت أن المواقع المستهدفة من قبل الهند كانت قواعد لمسلحين، مضيفة أنها أسقطت خمسة طائرات هندية، وهو ما وصفته السفارة الهندية في بكين بأنه "معلومات مضللة".

وقال وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، في تصريح لـ"رويترز": "الرد الباكستاني بات شبه مؤكد الآن... لا أستطيع الجزم بنسبة 100%، ولكن الوضع أصبح صعبًا للغاية، ويستلزم منا التحرك".

ويشهد تاريخ العلاقات بين الهند وباكستان توتراً مستمراً منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، حيث خاضتا ثلاث حروب، اثنتان منها بسبب إقليم كشمير المتنازع عليه، وقد امتلك البلدان السلاح النووي في تسعينيات القرن الماضي.

وأُوقف التداول في مؤشر البورصة الباكستانية الرئيسي (.KSE) بعد تراجعه بنسبة 6.3% إثر أنباء الهجمات بالطائرات المسيّرة، كما انخفضت قيمة السندات الدولية الباكستانية، حيث تراجع سند 2036 بمقدار 2.4 سنت ليُعرض عند 72.4 سنت.

وتراجعت الأسهم الهندية والروبية والسندات بشكل حاد في فترة ما بعد الظهر بعد بيان وزارة الدفاع الهندية، حيث أغلق مؤشر "نيفتي 50" (.NSEI) منخفضاً بنسبة 0.58% في أكثر جلسات التداول تقلباً خلال الشهر.

وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني، أحمد شريف تشودري، إن بلاده أسقطت 25 طائرة مسيّرة إسرائيلية الصنع أطلقتها الهند في عدة مناطق، من بينها أكبر مدينتين باكستانيتين، كراتشي ولاهور، مشيرًا إلى أنه يجري جمع حطام الطائرات.

وأضاف أن إحدى الطائرات أُسقطت فوق مدينة روالبندي، التي تضم المقر العام المحصّن للجيش الباكستاني، فيما أصابت طائرة مسيّرة هدفًا عسكريًا قرب لاهور وأسفرت عن إصابة أربعة جنود.

وقال تشودري: "الطائرات الهندية المسيّرة لا تزال تخترق المجال الجوي الباكستاني... (وستدفع الهند) ثمناً باهظًا لهذا العدوان السافر".

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الهندية أن باكستان حاولت استهداف عدة مواقع عسكرية في شمال وغرب الهند من ليل الأربعاء وحتى صباح الخميس، وأن أنظمة الدفاع الجوي الهندية تصدت لها.

وفي رد على ذلك، استهدفت القوات الهندية أنظمة الرادار والدفاع الجوي في عدة مواقع داخل باكستان يوم الخميس، مشيرة إلى أن "الرد الهندي جاء بالمجال نفسه وبالحدة نفسها"، بحسب بيان الوزارة.

واتهمت الوزارة باكستان بتكثيف إطلاق النار عبر خط وقف إطلاق النار الفاصل في كشمير، وقالت إن 16 شخصاً قُتلوا على الجانب الهندي، من بينهم خمسة أطفال وثلاث نساء.

في المقابل، قالت باكستان إن 31 مدنياً على الأقل قُتلوا وأُصيب نحو 50 آخرين في ضربات جوية وقصف متبادل عبر الحدود في كشمير يوم الأربعاء، بينما أفادت الهند بسقوط 13 قتيلاً و59 جريحاً من مواطنيها.

وصرّح وزراء هنود، خلال اجتماع مع الأحزاب السياسية في نيودلهي، بأن الغارات على باكستان أوقعت أكثر من 100 قتيل من المسلحين، وأن الأرقام لا تزال في ارتفاع، وفقاً لمصادر حكومية.

بينما قال وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله طارر، أمام البرلمان، إن القوات الباكستانية قتلت بين 40 إلى 50 جنديًا هنديًا على الحدود، و"دمرت" منشآت عسكرية هندية.

ولم تتمكن "رويترز" من التحقق بشكل مستقل من صحة المزاعم المتبادلة بين البلدين.

وشهدت المناطق الحدودية في الهند تدريبات على التعتيم الليلي (blackout drills) مساء الأربعاء، في حين أفادت وسائل إعلام محلية بحصول موجة من الشراء المذعور للسلع الأساسية في بعض مدن ولاية البنجاب الهندية، التي تشترك في الحدود مع باكستان، خشيةً من تصعيد باكستاني محتمل.

وقال وزير الخارجية الهندي، سوبرامنيام جايشانكار، إن بلاده لا تسعى إلى التصعيد، مضيفًا: "لكن، إذا تعرضنا لهجمات عسكرية، فلا شك أننا سنردّ بحزم شديد".

في المقابل، أكد نظيره الباكستاني، إسحاق دار، في تصريح لـ"رويترز"، وجود تواصل بين مكاتب مستشاري الأمن القومي في البلدين، مشيرًا إلى أن الخط الساخن بين قيادات العمليات العسكرية لا يزال يعمل، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.


آخر الأخبار