رفضت الحكومة الإسرائيلية مقترحًا جديدًا قدمته حركة "حماس" عبر وساطة أمريكية غير رسمية، يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادلًا محدودًا للأسرى، وسط اتهامات إسرائيلية بأن العرض "تعجيزي" ويتعارض مع أهداف الحرب المعلنة.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول حكومي أن "الشروط التي وضعتها حماس تمثل فشلًا كاملًا في تحقيق أهداف العملية العسكرية، ولا يمكن لأي حكومة مسؤولة في إسرائيل قبولها"، معتبرًا أن المقترح يُفضي إلى استسلام فعلي دون ضمانات للإفراج عن كافة الرهائن.

وبحسب التسريبات، جرى نقل المقترح عبر رجل الأعمال الأمريكي-الفلسطيني بشارة بحبح دون تنسيق مسبق مع الحكومة الإسرائيلية، وهو ما زاد من تحفظ تل أبيب تجاهه.

بنود "خلافية" تعرقل التوافق
يقترح العرض إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين على مرحلتين، مقابل هدنة لمدة 70 يومًا، وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى ما قبل خطوط التصعيد، مع فتح المجال أمام إدخال مساعدات إنسانية غير مشروطة.

ومن أبرز نقاط الاعتراض الإسرائيلي، توقيع القيادي في حماس خليل الحية الاتفاق بشكل علني ومصافحته للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وهو ما وصفته إسرائيل بأنه "اعتراف ضمني بحماس" التي تصنّفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

عرض محسّن أم استفزاز سياسي؟
مصدر سياسي إسرائيلي قال إن المقترح "يتعارض مع مخطط ويتكوف"، الذي ينص على إطلاق سراح عدد أكبر من الرهائن ضمن شروط لا تُفسّر كتنازل سياسي أو عسكري.

في المقابل، أفاد مصدر فلسطيني مطّلع على سير المفاوضات أن العرض الجديد "يمثّل تطويرًا للمقترحات الأمريكية السابقة"، ويشمل انسحابًا جزئيًا من محاور رئيسية في القطاع، كطريق صلاح الدين ومفترق نتساريم ومحور موراج، إلى جانب إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، بعضهم من أصحاب الأحكام العالية، مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

جهود الوساطة مستمرة وسط تصعيد ميداني
ورغم الرفض الإسرائيلي، تؤكد مصادر دبلوماسية أن جهود الوساطة لم تتوقف، وسط تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء العمليات العسكرية المتواصلة في جنوب قطاع غزة، والدفع نحو اتفاق إنساني لوقف إطلاق النار، مع تعاظم المخاوف من تداعيات كارثية على المدنيين.

في السياق، ذكر موقع "أكسيوس" أن المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف نفى صحة تقرير وكالة "رويترز" حول موافقة حركة "حماس" على مقترح هدنة مؤقتة مع إسرائيل.

كما أشارت "رويترز" نقلا عن مسؤول إسرائيلي إلى أنه "لا يمكن لأي حكومة مسؤولة أن تقبل مقترح حماس بشأن وقف إطلاق النار".