كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تراجع ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، مشيرًا إلى أن موقف طهران بات أكثر تصلبًا وأقل حماسًا للتفاوض.

وقال ترامب في مقابلة أُذيعت، اليوم الأربعاء، عبر بودكاست "بود فورس وان" إنه كان يعتقد سابقًا أن إقناع إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم ممكن، لكنه أصبح أقل يقينًا بذلك مع مرور الوقت. مضيفًا: "ثقتي في التوصل إلى اتفاق مع إيران تتراجع شيئًا فشيئًا. يبدو أنهم يتبعون سياسة المماطلة. حدث شيء ما هناك".

الرئيس الأمريكي جدد تأكيده أن الولايات المتحدة لن تسمح لطهران بتطوير سلاح نووي، سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا، لكنه شدد على رغبته في تجنب خيار الحرب. وقال: "سيكون من الأفضل حل هذه الأزمة دون قتال ودون سقوط ضحايا، لكنني لا أرى نفس الحماس لدى الإيرانيين كما كان في السابق".

وكان ترامب قد أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلع الأسبوع لمناقشة الملف الإيراني، واصفًا المفاوضات مع طهران بأنها "صعبة ومعقدة".

وفي تطور لافت، أعلنت روسيا استعدادها للمساهمة في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران عبر طرح حلول عملية تتضمن تصدير فائض اليورانيوم عالي التخصيب من إيران وإعادة معالجته لاستخدامه كوقود للمفاعلات المدنية.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن بلاده على استعداد لتقديم المساعدة "على المستويين السياسي والتقني"، مضيفًا: "موسكو جاهزة لتوفير حلول عملية لدعم عملية التفاوض، بما في ذلك استيراد المواد النووية الزائدة من إيران وإعادة تعديلها لتصبح صالحة للاستخدام في المفاعلات النووية السلمية."

يُذكر أن روسيا لعبت دورًا رئيسيًا في تطوير البرنامج النووي الإيراني للأغراض المدنية، إلا أن ريابكوف لم يوضح ما إذا كان الوقود الذي ستتم معالجته سيُعاد إلى إيران لاحقًا.

وكان ترامب قد انسحب في 2018 من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، والذي كان يقيد أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها، معتبرًا الاتفاق "غير كافٍ" لمنع إيران من تطوير قدرات نووية عسكرية.

ورغم إعلان طهران المتكرر أنها لا تسعى إلى تطوير أسلحة نووية، تتزايد المخاوف في الغرب بشأن سرعة تقدم برنامجها النووي، وسط جمود المفاوضات واحتمال تصاعد التوتر في المنطقة.