الاربعاء 18 يونيو 2025
الرئيسية - أخبار الخليج - هل يُعيد "يوم النشور" روح الهوية القبلية في وجه مشروع الحوثيين الطائفي؟
هل يُعيد "يوم النشور" روح الهوية القبلية في وجه مشروع الحوثيين الطائفي؟
الساعة 02:19 مساءً (بوابتي )

أحيت قبائل محافظة عمران، فعالية "يوم النشور"، وهو تقليد قبلي راسخ تحتفل به قبائل شمال اليمن في اليوم العاشر بعد عيد الأضحى، الموافق 19 من ذي الحجة، وسط حضور شعبي واسع وطابع خالص من التقاليد والعادات القبلية المتوارثة.

وشهدت منطقة ريدة احتشاد الآلاف من أبناء قبائل بكيل، إلى جانب قبائل غولة عجيب، وعيال سريح، والجبل، لإحياء هذه المناسبة، مرددين الزوامل الشعبية، ومؤدين الرقصات القبلية مثل "البرع"، وسط أجواء احتفالية تُختتم بها أعياد الأضحى.



ويُعرف "يوم النشور" بأنه عيد قبلي تقليدي يجمع أبناء القبائل في ساحة عامة للتصالح والتشاور والاحتفال بعودة الحجاج، بعيدًا عن أي طابع حزبي أو مذهبي، إذ تتجه كل قبيلة صباحًا في صفوف منظمة وهي تحمل سلاحها، وتُستقبل بزوامل وتحية من القبائل الأخرى، قبل أن تبدأ فقرات شعرية ومسابقات إصابة أهداف باستخدام الأسلحة.

ويُرجع وجهاء قبائل عيال سريح أصول هذا التقليد إلى نحو 200 عام، حين كانت القبائل تنتظر عودة الحجاج في عاشر عيد، فتجتمع لتوديع أيام العيد، وتأكيد التلاحم القبلي والاستعداد للعودة إلى الحياة اليومية.

ويرى الباحث في الشؤون الاجتماعية عنتر الذيفاني أن "يوم النشور" يمثّل لحظة للتجديد الرمزي للعهد القبلي، وفرصة لحل النزاعات وتعزيز الروابط بعيدًا عن التأثيرات السياسية أو الطائفية، مشيرًا إلى أن المناسبة تُكرّس لعرض مظاهر القوة والانتماء، دون أن تنحرف عن طابعها التقليدي.

ورغم المحاولات المستمرة من جماعة الحوثي لعرقلة المناسبة، بحجة تنظيم فعالياتهم الطائفية "عيد الغدير" قبلها بيوم، أصرّت القبائل على التمسك بيومها الخاص. وكانت الجماعة قد اقترحت توحيد المناسبتين، وهو ما قوبل برفض قاطع من وجهاء القبائل، الذين أكدوا ضرورة بقاء "يوم النشور" مناسبة قبلية خالصة.

وفي 2023، حاولت الجماعة فرض حظر على إطلاق النار خلال المناسبة، لكن القبائل تحدّت القرار وخرجت بالسلاح، في تحدٍ واضح للوصاية الحوثية، ما دفع مشيخات غولة عجيب لإصدار تحذيرات لأبو علي الحاكم من مغبة المساس بالفعالية.

ويعتبر مراقبون أن استمرار إحياء "يوم النشور" يمثل فعلًا رمزيًا لمقاومة مشروع الحوثيين الطائفي، وتأكيدًا على تمسك القبائل بهويتها وتقاليدها المتجذّرة، في وجه محاولات طمسها لصالح ثقافة دخيلة على المجتمع اليمني.


 


آخر الأخبار