مصطفى الجبزي

الفارق بيننا وين الخليج أن القبيلة الخليجية أرغمت باكراً على الاندماج بالمجتمع والدولة معاً فانشغلت بإدارة مصالحها التي مدخلها ليس السياسة وإنما العلم والعمل والتجارة، بعكس اليمن ارتبطت مصالح القبيلة في القرب من السلطة وفسادها، لهذا ظلت القبيلة ترى أن استئثارها بالمصالح الفاسدة هو استحقاق لعصبيتها القبلية وتكتلها وتماسكها وعدم اندماجها داخل بنية المجتمع والدولة . 

في الخليج القبيلة انخرطت في المجتمع والتجارة والتعليم بعيدأً عن الخلفية أو البعد القبلي في الانتماء والامتيازات المتوهمة عدا عن أن السلطات الحاكمة في الخليج كانت صارمة تجاه أي مطامح قبلية من بوابة السياسة هذا عدا عن طبيعة التركيبة السياسية للمجتمعات الخليجية الملكية والأميرية التي تصالح المجتمع معها و مع واقعها مشكلة بذلك اجتماع سياسي يناسبها ويناسب مجتمعاتها .

بعكس الوضع في اليمن الذي أُفشلت فيه فكرة الاجتماع السياسي الجمهوري بفعل فشل النخبة السياسية والنخبة القبلية معاً في دمج القبيلة في بنية الدولة والمجتمع ودفع النخبة القبلية لاستمرار الصراع والتناقض بين فكرتي الدولة والقبيلة اللتين يفترض يكامل أحدهم الأخر ولا يعارضه، حفاظاً على مصالح هذه النخبة القبلية التي تعتاش على تجهيل القبيلة وتعبئتها ضد الدولة وفكرتها.