آخر الأخبار


الجمعة 16 مايو 2025
على أهمية المناسبات التي نحتفي بها مثل 26 سبتمبر و 14 أكتوبر و 30 نوفمبر؛ فإن 22 مايو أهمّها جميعا، فهو خلاصة نضال اليمنيين لأكثر من مائة عام، وهو عيدهم الوطني. ولا يقدح فيه الصراع على السلطة الذي نتج عنه حرب 1994، ولا تلك الحرب المؤسفة ذاتها.
ومع أن حرب 1994 لم تكن أول حروب اليمنيين ولا آخرها؛ فقد استخدم الانفصاليون، والداعمون للإنفصال، تلك الحرب ذريعة لتقويض الوحدة اليمنية والدولة اليمنية والهوية اليمنية والكرامة اليمنية، حتى بلغت الكارثة المستوى الذي هي عليه الآن.
وإذا كان الإحتفاء ب 26 سبتمر في ظروفنا الحالية، يحمل رسائل لأصحاب المشروع الإمامي، فإن أصحاب المشروع الإنفصالي وداعميهم أحوج ما يكونون إلى التذكير بأن اليمنيين يعضون على وحدة بلدهم بالنواجذ.
ولعل الإحتفاء الشعبي المتميز بالعيد الوطني 22 مايو أفضل مناسبة لذلك. ومن المهم أن يسمع صوت اليمنيين وتمسكهم بوحدة بلدهم، كل من لا يريد أن يسمع، وكل من به صمم!
منذ 1994 وشيطنة وحدة اليمن تجري على قدم وساق؛ وكانت التسهيلات لغزو صنعاء من قبل الحوثي خلاصة المؤامرات الداخلية والخارجية، وغايتها تجزئة اليمن.
وقد بدأ صعود المشروع الإنفصالي أثناء مؤتمر الحوار، حيث قيل حينها لا سقف للأفكار والمطالب المطروحة؛ بما في ذلك مشروع الإنفصال! وكان القصد من ذلك الإبتزاز، وتحقيق مصالح شخصية وفئوية.وهناك من تدرج في الوظائف العامة العليا، منذ "الحوار الوطني" دون انقطاع، مستغلاً دعاوى القضية الجنوبية، والتهديد بالإنفصال، وليس بالجدارة والاستحقاق والولاء الوطني لليمن ووحدته واستقلاله وكرامته.
وكرس الممولون، وما يزالون، كل الجهد والمال في سبيل تجزئة بلادنا. ولولا الدعم الخارجي لتبخر المشروع الانفصالي بين عشية وضحاها.
وتزايدت سطوة الإنفصاليين منذ بداية الحرب بدعم خارجي واضح ومقصود وممنهج؛ حتى تم فرض إشراكهم في الحكومة والرئاسة، دون تخليهم عن مشروعهم الفوضوي في تجزئة اليمن.
وبدأ الآن مشروع الانفصال يتزعزع وهو مهيأ للإجهاز عليه، ومثله المشروع الإمامي؛ لو توفرت النية والإرادة والترتيب، لكن ما تزال تجري الرياح بما لا تشتهي سفن اليمن!
وما تزال رغبة الممولين تعطي تجزئة اليمن أولوية، لكن إصرار اليمنيين على التمسك بوحدة بلدهم، ستجبر الممولين الداعمين للإنفصال على أن يغيروا مواقفهم في نهاية المطاف. ولكي لا يصح إلا الصحيح، فلا بد من موقف شعبي حازم تجاه وحدة بلادنا واستقلالها وسلامة كل شبر فيها.
ومن الطبيعي والواجب أن يرتفع صوت اليمنيين بالتمسك بوحدة بلدهم في كل حين وخاصة في ذكرى عيدهم الوطني المجيد. ويتم بعمد تجاهل هذه المناسبة الوطنية الأهم.
ما الذي يتبقى من 26 سبتمبر و14 وأكتوبر و 30 نوفمبر إذا عادت اليمن إلى المشروع الاستعماري، الجنوب العربي، والمشروع لإمامي، الذي يمثله المارقون الحوثيون.
وما الذي يعنيه أن نحتفي كثيرا ب26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر ونتساهل أو نتجاهل 22 مايو عيدنا الوطني ، الذي هو أهم إنجاز وطني ونجاح يمني منذ قرون؟!
التجاهل والتساهل يخدم أجندة الإنفصاليين وداعميهم، لا أكثر!
وقد يلقي العليمي كلمة باهتة وخجولة بالمناسبة،مثل سابقاتها، بينما يفترض ان يكون موقفه حازماً وصارما تجاه وحدة بلاده التي يُقدَّم الدعم لتجزئتها عياناً وبياناً.
كأن من يعنيهم الأمر لا يرون تمسك من حولهم، بوحدة بلدانهم، بما في ذلك دولتي التحالف، الإمارات والسعودية.
وهل السعوديون والإماراتيون مستعدون للتنازل عن وحدة بلدانهم، أو أي شبر منها؟!
بالتأكيد؛ لا! ودون ذلك حد السيوف القاطعة!
ونشرت هنا على صفحتي، قبل أيام، كلمة مسجلة للملك سلمان بن عبدالعزيز ، وهو يرد على من يقول : أن بلاده توحدت بالسيف وبالقوة. وتحدث عن بسمارك في ألمانيا ولينكولن في أمريكا، وغاريباردي في إيطاليا، وكيف أن كل منهم استخدم القوة، في سبيل وحدة بلاده، عندما توجب ذلك!
وقديماً قيل : كلام الملوك ملوك الكلام .
ويبدو أننا بحاجة لبسمارك، أو لينكولن، أو عبدالعزيز يمني!
وما أغنى اليمن، عن الخانعين والمتاجرين والبائعين!
ومن الواجب والطبيعي أن يتمسك اليمنيون بوحدة بلادهم بكل الوسائل وفي كل وقت، وبالسلام إذ كان ذلك ممكناً و"بأسنانهم وأظافرهم" إذا كان ذلك ضرورياً.
قيادة الإسلام.. أم كهنوت الدم؟!
الموت لأمريكا… وبجاه الله يا ترامب؟
الدلالات السياسية لشحنة الصواعق
إحتفاء شعبي بالعيد الوطني 22 مايو … لماذا؟!
صراعُ تعرَّضَ للسطو ..وباحثُ يغضُّ الطرف
هل تتحاور المدن ؟!