آخر الأخبار


الجمعة 16 مايو 2025
طبعا حين يخرج حسين العزي، أحد كبار الكهنة في طائفة الإمامة السياسية، ليعلن بملء فمه أن جماعته "قيادة الإسلام"، فإننا لسنا بحاجة لفتوى أو تحليل عميق كي نعرف أن الرجل قد فقد الحد الأدنى من الخجل، إن لم يكن قد انسلخ تمامًا من الواقع.
والشاهد عمن يسمون أنفسهم "آل عيال علي وفاطمة" يتحدثون عن قيادة الإسلام، وكأن الإسلام كان في حاجة لمن يعتقه من ضلاله حتى جاء ال..حوثيون وأخرجوه من الجاهلية المعاصرة!
فياللمهزلة!
ولكن أي قيادة تلك التي تشحن شاحنات الألغام بدل شاحنات الغذاء؟
أي إسلام هذا الذي يُبشّخر به الكهنوت وهو يركل الجوعى، ويقنص الأطفال من أسطح المنازل، ويحول المساجد إلى مخازن صواريخ؟
والحق يقال لقد شهدنا كل شيء إلا إسلامكم. رأينا صعدة تتحول إلى كربلاء مؤقتة لكل مناسبة، والدم يُراد له أن يكون ركنا من أركان الولاء. رأينا مقابر تتحول إلى مزارات، ومدارس تتحول إلى ساحات تجنيد للأطفال، والقرآن يُجتزأ منه فقط ما يخدم غنيمتكم اليومية. فبأي وجه تتحدثون عن الإسلام؟ وبأي شريعة؟
ذلك أن الإسلام في جوهره ثورة على الظلم، وعدالة، وكرامة للإنسان، وأنتم شوهتم هذه المبادئ جميعا، وسربتم لحمها الطاهر إلى طاحونة الثأر والتسلط والدموية.
قلتم نحن السادة، ونحن القيادة. والسؤال: متى كانت القيادة تعني الاستعباد؟!
نعم : منذ أكثر من ألف سنة، تسلل أجدادكم إلى اليمن كلاجئين، وما إن تنفسوا هواء هذه الأرض الطيبة حتى قرروا أنهم مبعوثو السماء لإذلال أهلها.
أقاموا نظام الإمامة الذي لم يعرف في تاريخه مدرسة للفكر، بل مدرسة للرقابة والمعتقلات والفيد ونهب ثروات اليمن.
صدقوني مذهبهم الزيدي كما طبقوه لم يكن يوما مذهبا محترما علميا، بل صيغة سياسية عنصرية تستند إلى "الاصطفاء" واحتكار الفهم، واحتقار المجتمع.
طبعا يزعم حسين العزي أن جماعته تمثل الإسلام، بينما لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن مجزرة، أو اختطاف، أو إعدام خارج القانون، أو فتوى تبيح القتل، أو خطيب جمعة يلهث خلف مفردات الموت وكأن الجنة لا تُفتح إلا بجواز سفر حو..ثي!
فأين الرحمة التي نادى بها محمد (ص)؟ أين العدل؟ أين الشورى؟ أين المساواة؟
أم أن "ولاية الدم" على رقاب الناس قسرا حلت مكان "ولاية الأمة"؟!
كذلك يتفاخر الكهنوتي العزي بأنهم "قيادة الإسلام" بينما لا يجرؤ حتى على قيادة حوار وطني شريف. بل لا يعرف كيف يدير دولة، فقط يعرف كيف يطارد النساء السافرات، ويطبع ملازم سمجة على حساب أرواح الجائعين، ويتفنن في محو الذاكرة اليمنية واستبدالها بسيرة ذاتية لقبائل آل البيت.
فيا حسين، لا قيادة لمن لا يعرف حتى كيف يكون مواطنا.
والحق يقال أنتم مجرد لصوص فكرة، وسجناء سلالة، وتجار معابد. بل لو أن الإسلام يقاس بعدد القتلى، أو عدد التهاليل الزائفة، أو عدد القرى التي تم "تخريبها "لسبقكم هولاكو إلى الإمامة.
ولكن أنت لا تقود الإسلام، بل تقود انقخلابًا على الإسلام.
أنتم حراس كهوف الماضي، ووكلاء الحقد المزمن. فيما الدين بريء منكم كما هو بريء من كل من حوله إلى مشروع سلطة، بدل أن يكون مشروع إنقاذ للناس.
وما أشبهكم بقارون حين قال: "إنما أوتيته على علم عندي" هو لم يرَ فضل الله، بل رأى نفسه. وأنتم كذلك، ترون النسب ولا ترون الإنسان، ترون السلالة ولا ترون المواطنة، ترون القبور ولا ترون القلوب.
فأي فخر هذا الذي تحاولون صناعته من بؤس الضحايا؟
أي شرف ذاك الذي تُعلقونه على جدران الزنازين، وتوشحون به أجساد القتلى؟
حقيقة لقد أهنتم الإسلام بقدر ما سرقتم اسمه.
ولو كان في الصمت حكمة، فالكلام اليوم أصبح فرض عين، لأن الصمت بات يعني التسليم بأن الخرافة تستطيع أن تحكم دينا، وأن الرصاصة تستطيع أن تكتب تفسيرا للقرآن!
لذلك أيها الكهنوتي الصغير، نحن لا نرد عليك دفاعا عن دين، فالإسلام ليس بحاجة لمحامي، بل لأنه دين العدل والكرامة، لا دين المليشيا.
لنخلص إلى أنه ستمضي أنت وجماعتك يوما ما، وسيبقى الإسلام كما هو… بلا قيادتكم القرشية العنصرية التي جرعت الشعب اليمني المرارات والاهوال
فيما سيبقى اليمني حرا كما هو… لا يسجد إلا لله.!
إيران وعروض البهلوان
اتساع الردع النووي الأوروبي
الحياد الخائب.. مع يورانيوم الحوثي..!
وزارة بلا طاقة: لماذا لا نعلنها وزارة للطاقة الشمسية؟
قيادة الإسلام.. أم كهنوت الدم؟!
الموت لأمريكا… وبجاه الله يا ترامب؟