آخر الأخبار


الجمعة 16 مايو 2025
الرئيس دونالد ترامب لا يحتاج إلى حلفاء كثيرين، ولا إلى خصوم قليلين. هو وحده في الصورة. في اجتماع مائدة مستديرة في الدوحة، تحدّث بثقة أمام رجال المال والسياسة، وسط صمت دبلوماسي مقصود.
قال إن بلاده تلقّت طلبًا بوقف استهداف الحوثيين، واصفًا إياه بـ”غير المسبوق”، نظرًا لطبيعة الجماعة التي وصفها بـ”المقاتلين الشرسين”. وأضاف: “مبعوثوهم كانوا حازمين جدًّا”. لم يُسمِّ الجهة، لكن المؤشرات أكدت لاحقًا أن الوساطة جاءت من سلطنة عُمان.
اللغة غامضة، لكن النبرة واضحة: الرجل أراد أن يقول إنه مستعد للتهدئة… إلى أن يزعجه أحد.
ثم قال، بوضوحه المعتاد: إذا هاجم الحوثيون مجددًا، فإن الضربات ستُستأنف.
أي هدنة؟ هدنة بشرط، لا هدنة سلام.
قبلها بأيام، تباهى بقصف جماعة الحوثي، وادّعى أنهم طلبوا التوقف. لكنه، كعادته، رفع من شأن خصمه… ليبدو انتصاره عليه أعظم.
إنها طريقته المعهودة: لا يقلّل من الآخر، بل يضخّم ظله ليُضيء صورته.
وبحسب مصادر أميركية، فإن مؤشرات انهيار داخلي بدأت تظهر داخل الجماعة أواخر أبريل، دفعت قادتها للتواصل مع وسطاء إقليميين. بدأت التهدئة قبل إعلانها، وارتبط توقيتها بجولة ترامب في المنطقة.
بين منتصف مارس وأوائل مايو، شنّت واشنطن أكثر من ألف ضربة جوية في اليمن، ضمن حملة أسمتها “رايدر الخشن”، وهو اسمٌ استُخدم سابقًا في الحرب الأميركية–الإسبانية، ويرمز في الذاكرة الأميركية إلى القتال العنيف وغير الخاضع للدبلوماسية.
استهدفت الضربات مواقع قيادة ودفاعات جوية ومخازن سلاح، وخلّفت مئات القتلى، بينهم قادة ميدانيون.
ثم، بهدوء، توقّفت… من دون بيان. لأن الوساطة العُمانية نجحت قبل أن تُعلَن.
لم تكن التهدئة مجرّد تنازل من الحوثيين، ولا استعجالًا من واشنطن، بل لحظة التُقطت حين تهيّأت الظروف: الأسواق تضغط، خطوط الشحن تنزف، وشركات التأمين تنسحب.
حين فتحت الجماعة الباب الخلفي، دخلت منه واشنطن… وأغلقت خلفها الباب بإعلان نصر، قبل أن يحطّ ترامب في الخليج.
هذه الحقيقة التي تخشاها قيادات الحوثي: أنهم تحت الضغط، ضعفاء، منهكون. وبعد أسابيع من القصف، طلبوا التهدئة… ولكن بشروط.
في العلن، تواصلت الهتافات، لكن المواقف تغيّرت: توقّف استهداف السفن، واستمر إطلاق رمزي باتجاه إسرائيل… لحفظ ماء وجه الشعارات.
في المقابل، لم تعلن الحكومة اليمنية موقفًا رسميًّا من هذا التفاهم الأميركي–الحوثي. مصادر دبلوماسية في عدن أبدت تحفظها، إذ لم يكن الاتفاق منسّقًا مع الشرعية، بل تعامل مع الحوثيين كأمر واقع.
في ملف إيران، قال ترامب إن بلاده تقترب من صفقة لمنع طهران من امتلاك السلاح النووي، مشيرًا إلى أنه يفضّل “الحل السلمي”. ثم أشاد بدور أمير قطر، قائلًا: “الأمير يقاتل من أجل السلام في إيران. يجب على إيران أن تشكره”.
ترامب يحب الرجال الأقوياء. لا يهم من هم؛ المهم أن يكونوا على طريقه… أو خلفه.
لكن وسط هذه المعادلات، يبقى اليمن الغائب الحاضر.
فوق الطاولة، تبادلت الدول أوراقها… أمّا الشعب اليمني فظل تحتها.
لا الحوثي يُمثّل القرار الوطني، ولا الوسيط ينطق باسم اليمن.
وحدها الضغوط تصنع الهدنة… أما السلام الحقيقي، فلا يزال في مكان آخر، لا تصله الصواريخ، ولا تهبط عليه طائرات بلا طيار.
الحوثي الذي يهتف ضد أميركا… يناشدها بالتهدئة.
وواشنطن التي قصفت آلاف الأهداف… تصافح إذا استُجيب لشرطها الوحيد.
أما الشعوب، فليست طرفًا في القرار… لكنها دومًا أول من يُصاب.
إيران وعروض البهلوان
اتساع الردع النووي الأوروبي
الحياد الخائب.. مع يورانيوم الحوثي..!
وزارة بلا طاقة: لماذا لا نعلنها وزارة للطاقة الشمسية؟
قيادة الإسلام.. أم كهنوت الدم؟!
الموت لأمريكا… وبجاه الله يا ترامب؟