آخر الأخبار


الخميس 26 يونيو 2025
بعد أن تعلق في مؤخرة سيارة شاص قديمة لساعتين في طريق وعرة أخيرا وصل أحمد عبدالله حسن إلى قسم الشرطة بضواحي مدينة إب وقدم شكواه ضد علي قاسم ثابت الذي سبه بألفاظ نابية قبل أربعة أشهر.!
_ يا فندم علي قاسم أير بي برجب.
أندهش الضابط عندما أخبره أن علي قاسم قد سبه قبل أشهر وسأله:
_ لماذا لم تقدم شكواك حينها؟
فرد عليه:
_ ما كنش معي بيس.
وأضاف:
_ الآن بعت مزارع القات واستلمت اليوم أول دفعة من ثمنه وجئت إليكم.
رأى الضابط أنها قضية تافهة وتحدث كل يوم بين الكثير من الناس دون أن يذهب أحد إلى قسم الشرطة ولذا فقد أقترح عليه أن ينسى الأمر فالقضية لا تستحق.
الا أنه أصر على تقديم الشكوى.!
نفث الضابط دخان سيجارته ثم أبتسم وهو يقول له:
_ ما رأيك لو تسبه مثلما سبك فتكون سبة بسبة؟
_ أنا قد سبيته مباشرة وسبيت لأهله كلهم واحد واحد.
ضحك الضابط وهو يقول:
_ خلاص قد الزيادة معك ما عاد تشتي؟!
_ أشتي يوقع له أدب لأنه هو الذي بدأ.
_ مافيش حاجة تستاهل نخرج عسكري... قاطعه:
_ مو من عسكري أشتي طقم يسحبه أمام كل الناس.
_ لكن هذا سيكلف.
ثم أشار بأصابعه كأنه يعد النقود.
وحينها وضع أحمد عبدالله 100 ألف ريال قديم وقدمها للضابط تكاليف خروج طقم العساكر.
وعلى الفور أخذ الضابط ورقة وكتب تكليفه لأحد الضباط بالخروج بطقم عساكر إلى تلك القرية لإحضار علي قاسم ليمثل أمام غريمه أحمد عبد الله.
صاح بأحد العساكر وسلمه التكليف قائلا:
_ قل للضابط عبد الكريم الشنب يتحرك الآن مع سبعة جنود لإحضار المدعو علي قاسم.
تهلل وجه أحمد عبد الله وغمرته الفرحة وهو يتخيل علي قاسم حين يصل الطقم إلى منزله فيصاب بالذعر ويرتعد خوفا بينما العساكر يسحبونه بعنف ويرمونه في الطقم ويمضون أمام كل الناس وهو مرعوب منزوي بين العساكر كالفأر الخائف.!
أطلق ضحكة النصر وتمنى أن يقوم أحد الشباب بتصوير علي قاسم والعساكر يسحبونه ويرمونه في الطقم ذليلا مهانا لتكون ذكرى يتفرج عليها في أي وقت ويضحك.
شكر أحمد عبد الله الضابط على تعاونه وأراد الخروج الا أن الضابط صاح به:
_ وينك رايح يا مواطن ؟!
_ أتروح البلاد.
_ أنت عارف إننا بروح بسين وجيم وقضية وتحقيق لأننا أخرجت طقم عسكري لأجل قضية لا تستحق.
وأضاف:
_ أنا خالفت القانون وأخرجت الطقم على مسؤوليتي الشخصية.
_ أنا أشكرك على تعاونك يا فندم.
_ ما أفعل بشكرك ؟! أشتي بيس أقدر أسكت بها أي مسؤول يفتح فمه.
أخرج أحمد عبد الله 100 ألف ريال ووضعها أمامه وعلى الفور أدخلها الضابط في جيبه قائلا:
_ هذه دفعة أولى والآن أرجع بيتك حتى نطلبك.
حين غادر أحمد عبد الله القسم تحسس جيوبه فلم يجد فيها حتى 100 ريال وحينها فكر بالعودة إلى الضابط ليقترض منه 5 ألف ريال ليعود بها إلى قريته لكنه أحرج وخشي أن يطرده الضابط بعنف ففكر وقدر ثم أخرج هاتفه وأتصل بابن أخيه في صنعاء وطلب منه حوالة مستعجلة بعشرة ألف ريال.
بعد استلام النقود عاد مع أول سيارة متجهة إلى قريته وقلبه يرقص فرحا لأنه أنتقم من علي قاسم الذي سيمسي في السجن لأول مرة في حياته.
حين وصل منزله بادره ولده بالقول:
_ يا أبه الطقم جاء وشلوا علي قاسم.
_ هاه وبعدين ؟
_ مرته وعياله كانوا يبكوا.
_ تمام يأدبوه علشان لا يغلط على الناس.
حين وصل علي قاسم إلى قسم الشرطة كان الضابط لا يزال في القسم.
طلبه في مكتبه وسأله:
_ أنت علي قاسم ثابت؟
_ أيوه.
_ غريمك أحمد عبد الله حسن قدم ضدك شكوى أنه سبيته في رجب.
ضرب علي قاسم كفا بكف وأنفجر ضاحكا:
_ الله يفضحك يا أحمد عبد الله أنا قلت مدري ما قد حصل؟!
وضحك الضابط وشاركهم الضحك العسكري الواقف عند الباب.
وشرع علي قاسم يروي ما حدث:
_ هذا قليل العقل كنا بالمقيل ونتحدث عن سوريا قال إن بوتين رئيس سوريا قصده روسيا قلت له:
_ أنت أمي ما تفهم كوعك من بوعك.
قال:
_ مانش أمك وسبني فأنا رديت عليه، وكان يشتي يضارب بس الناس مسكوه وخرجوه من الديوان، ومن يومها وهو حاقد علي.
قال الضابط:
_ سنستدعيه غدا ونعمل بينكم صلح وتعهد بأن لا تشتمه ولا يكلمك.
وأضاف:
_ أنت لو تشتي نربيه أصبر كم يوم وتعال قدم ضده شكوى بأنه سرق حقكم الدجاج ستكون فضيحة كبيرة في القرية لما يجي الطقم يشله ويصيح قدام الناس:
_ جاوب يا أحمد عبدالله يا سارق الدجاج.
ضحك علي قاسم قائلا:
_ ستكون فضيحة لا قبلها ولا بعدها.
وأضاف الضابط:
_ سنحبسه كم يوم وبعدها سنتركه لأنه لا دليل ضده لكن سيكون قد تبهذل وأفتضح بين الناس.
تهلل وجه علي قاسم وفرح بالخطة:
_ أنا موافق بعدما ننتهي من هذه القضية بأيام سأتصل بابني للسعودية يحول لي بيس وأجي لك نربيه.
نادى الضابط بالعسكري:
_ خذ عمي علي للحجز وجيب له فراش جديد وعشاء وكل طلباته على حسابي.
ثم ألتفت الضابط لعلي قاسم:
_ شفت يا عم علي أنا ما عاملتك مثل أي متهم لأني أعتبرك مثل والدي.
شكره علي قاسم ومضى مع العسكري.
بعد أيام أستدعى الضابط أحمد عبد الله واقترح عليه التصالح مع علي قاسم الذي سيلتزم بعدم سبه ويلتزم هو أن لا يكلمه ومافيش داعي يروحوا النيابة سيضحك عليهم الناس. ثم همس له:
_ لو تشوف كيف بهذلنا غريمك ما كان باقي الا نعلقه من أرجله.
ضحك أحمد عبد الله قائلا:
_ يستاهل قال أنا أمه.!
تم الصلح. وبعد أيام كان علي قاسم يقدم شكوى ضد أحمد عبد الله متهما إياه بسرقة الدجاج مقدما تكاليف إخراج طقم عسكري ضده.
وكرر الضابط نفس ما قاله لأحمد عبدالله:
_ أنت عارف إننا بروح بسين وجيم وقضية وتحقيق لأننا أخرجت طقم عسكري لأجل قضية لا تستحق؛ وهذا ضد القانون نشتي مبلغ نسكت به أي مسؤول يفتح لقفه.
بعد أسابيع نفذت نقود أحمد عبد الله وعلي قاسم فتوقفا عن الذهاب إلى الضابط حتى " يدي الله بيس".
بعد أشهر مر علي قاسم بالسوق فرأى أحمد عبد الله فقال كأنه يحدث صاحبه:
_ بعض الناس جاهل أمي لا يفرق بين سوريا وروسيا ويزيد يسرق الدجاج.ثم ضحك.
أسود وجه أحمد عبد الله كأنه فحمة وقال:
_ بعض الناس مضربة ما يهدأ الا لما تضربه قدام الناس. ونشب الشجار بينهما حتى كاد يتطور إلى عراك الا أن الناس تدخلوا بينهم.
يومها غادر أحمد عبد الله وهو يقسم الأيمان المغلظة أنه أول ما يبيع مزارع القات سيذهب الضابط ويخرج طقم عسكري يسحبوا علي قاسم على وجهه قدام الناس حتى لو يدفع للضابط نصف مليون.!
بينما أقسم علي قاسم في سره أنه أول ما يحول ولده بالنقود سيذهب فورا إلى الضابط ويدفع نصف مليون ليجعل العسكر يضربون أحمد عبد الله وسط السوق ثم يسحبونه على وجهه بعد ذلك.!
لماذا ينقسم الشارع العربي حول إيران؟
صراع بين رجلين بسبب شتيمة وسرقة دجاج ينتهي بصلح مقابل رشوة
إيران وإسرائيل … أن يخسرا معاً!
نهاية وظيفة إيران… أميركيّا وإسرائيليا