ترتدي فاتي المجوهرات التي قدمتها لها والدتها ... وفستان الزفاف من مغتصبها.
فاتي: جاءوا إلى قريتنا بالبنادق وقالوا لنا إنهم يريدون الزواج منا، قلنا لا، نحن صغيرات جدا، لذا تزوجوننا عنوة.
فاتي ليس اسمها الحقيقي، إذ يجب علينا إخفاء هويتها حفاظاً على سلامتها.
كانت في الرابعة عشر من العمر، والكابوس الذي يؤرق حياته ا ابتدأ للتو.. فعناصر بوكو حرام أخذوها إلى غابات سامبيسا، لكن معقلهم كانت يتعرض للهجوم.
فاتي: الطائرات كانت تقصفنا وتطلق علينا النار بشكل دائم.. كل الفتيات كن خائفات جدا. كن يبكين، والرجال اغتصبونا.. لم يكن هناك طعام، وبإمكانك رؤية أضلع الأطفال من شدة الجوع.
المعقل كان مليئا بالفتيات المختطفات بحسب ما تقول، والعديد من تشيبوك يعشن الكابوس معها.
وجدنا فاتي بمخيم في ميناوو بأقصى شمال الكاميرون.. فمع اجتياح بوكو حرام لقراهم، فر النيجيريون بالآلاف.
فاتي: قادة بوكو حرام يأتون إلينا ويسألون: من الذي يريد أن يقوم بتفجيرات انتحارية، لتصرخ الفتيات: أنا أنا أنا، حتى إنهن كن يتقاتلن للقيام بالمهمة.
في البداية كانت تتخيل فاتي إنهن مغسولات الدماغ، لكن تبين أنهن يردن فقط الهروب من بوكو حرام.
تقع أراضي بوكو حرام خلف هذه التلال، ويقول مسؤولو الأمن إن المجموعة تسللت إلى المخيم .
ولكن غالبا ما يستخدم بوكو حرام الأطفال المختطفين في هجماتهم، لذا فإن العديد هنا يخشون من الفتيات الأصغر سناً.
فالماتا إبراهيم، متطوعة في المخيم: إذا رأوا شخصاً هارباً من بوكو حرام، فإنهم يعتقدون بأنه لا يزال مع المجموعة، فبوكو حرام تطلق سراحك لتقوم بتفجيرات انتحارية.
فاتي لم تتطوع للقيام بالمهمة، لكن آسرها انشق وتم اعتقاله بالقرب من الحدود.. أصبحت حرة تقول فاتي.
وتم لم شملها مع والدتها التي تنقلّت ليومين للوصول هنا، لكن فاتي والكثير غيرها لا يزلن قيد الاحتجاز في سامبيسا، يائسات للفرار من الغابات.