الجمعة 6 يونيو 2025
فتاة في التلفزيون
الساعة 08:22 صباحاً
غمدان اليوسفي غمدان اليوسفي

كان دخول فتاة إلى التلفزيون لتعمل مذيعة نوع من المعارك الأسطورية مع المجتمع، ومنذ الدكتورة الراحلة رؤوفة حسن ثم أمة العليم السوسوة وبعدها هدى الضبة وغيرهن وصولا إلى عهد القديرات مها البريهي ومايسة ردمان وسونيا مريسي، كان الناس قد بدأوا يتراخون حيال هذا التغير بعد سنوات الانغلاق الإمامية، لكن مع ذلك ظل الوضع صعبا.
دارت السنوات وأسست الدكتورة رؤوفة حسن أول قسم للإعلام والذي أصبح كلية، وتدفقت الفتيات إليها بدعم من أهاليهن الذين غيرتهم السنوات، ثم تخرجت دفعات كثيرة وخرجت عشرات الزميلات ليعملن في كل مهن الإعلام.
لم يأت التغير بين يوم وليلة، بل كان نتاج صراع ونقاش وإقناع واقتناع بين الفتاة ومحيطها.
تمكنت هؤلاء الفتيات من صنع تغيير لم يأت بسهولة، ووصلن إلى مرحلة جعلن من مهنة المذيعة إحدى أهم المهن المرموقة بعد عقود من التوجس والنميمة المجتمعية.
اليوم من يشاهد الزميلات آسيا ثابت وأسوان شاهر وأمل علي وأفنان توركر ونضال الشبان في بلقيس وأماني علوان وصفاء عبدالعزيز في يمن شباب ومايا العبسي في السعيدة وسابقتها أسماء راجح التي تألقت في العربية، وهند المجاهد في الجمهورية وغيرهن الكثير.
 من شاهد ويشاهد هذه الأسماء وغيرهن وهن يدرن الحوارات السياسية والاجتماعية والثقافية يدرك كم أن هؤلاء الزميلات قد ارتقين بمستوى الإعلامية اليمنية إلى مستوى محترم للغاية وطبعن علاقة المهنة بالمجتمع.
اليوم وجدت الإمامة المتجددة نفسها وكأنها في مرحلة الستينات وماكان يطرح حينها، وكأنها تريد إعادة الزمن إلى ماكان عليه حين قسمت المجتمع إلى طبقات وفقا لما يخدم هواها اقتصاديا وسياسيا ومذهبيا، وتحاول أن تتشدق بالصورة الأخلاقية بينما تبث قصيدة لشخص يصف أبوبكر الصديق ب "الحقير بن الحقير".
ذلك التقرير المسيء للزميلات الذي بثته قناة أسست من أرزاق الناس المنهوبة مجرد صورة للنفسية المريضة المؤذية والتي لم تنتج سوى العفن المستدام منذ سيطرة العصابة على صنعاء.
تضامني مع الزميلات جميعا..


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
آخر الأخبار