آخر الأخبار


السبت 28 يونيو 2025
نموت بالتقسيط، يا فؤاد.
نموت حين يتأخر العناق، حين تُطفأ نافذة انتظار..
حين يمضي الذين نُحبهم دون أن يأخذوا سلاماً أخيراً من ضلوعنا.
نموت حين نصمت، والخذلان يبتلع أصواتنا.
كنا ننتظرُكَ، فمضيت.
ولم يبقَ من مواجع هذا العالم إلا مقعدك الفارغ في القلب..
وطلب صداقةٍ يتيم..
سيبقى معلقًا هناك..
شاهدًا علينا، نحن البطيئين في الحب..
السريعين في الفقد.
***
تقصدنا النهايات، وتُشعل أشجاننا..
تبحث عنا في هذا الفضاء الشاسع فلا تجد إلينا سبيلاً إلا عبر جرحٍ نازفٍ فيمن نُحب.
أولئك الراحلون عنّا قسراً قبل اللقاء..
يأخذون معهم شيئاً من أعمارنا..
ومن أملٍ كان يربط بين شوقٍ نشتعل به..
وطموحٍ نحاول أن نبقيه حياً.
***
حتى هذا العالم الافتراضي..
ضاقت فيه المسافات..
وضاع فيه الوصول.
نحن العابرون إلى فقدنا..
إلى مثوانا..
إلى تلك الناحية البعيدة التي تشبهنا ولا نصلها.
تائهون هنا..
لا شيء إلا بقايا ذكرى تسرقنا..
أو شظايا ذكريات تسكننا.
نُشاغب
نُحب
نُبغض
نفرح.. ثم ننطفئ.
***
وتمضي بنا الأيام، لا نحن نلحق الراحلين، ولا نحن نبقى كما كنّا.
تتساقط ملامحنا في طريقٍ بلا أسماء..
ويصير الحنين أثقل من صدورنا..
والذكرى أوسع من هذا القلب الضيّق..
نمضي، نحمل وجوه من أحببنا في جيوب الذاكرة..
كأوراقٍ ذابلة..
نقرأها سراً في ليالينا المبلولة بالحزن.
هكذا نحن..
نحبُّ من لا يعود..
ونفتقد من لا نملك..
ونسيرُ في دروبٍ تعرفنا..
دون أن يكون لنا فيها وطنٌ ولا نهاية.
نموت بالتقسيط يا فؤاد
مات فؤاد
سلامٌ على فؤاد الحميري... من الأرض حتى السماء
خفقة الطائر الأخيرة
إمامة السّر!