آخر الأخبار


الأحد 25 مايو 2025
"اللاشعور، أو اللاوعي يُطلق على جزءٍ من العقل الباطن يقع خارج نطاق الوعي المباشر للشخص. ويعتبر اللاشعور مخزنًا لمشاعر، أفكار، رغبات، ذكريات، ومحفزات غير واعية تتحكم في سلوك الفرد وتؤثر على حياته دون أن يدرك ذلك". هذا هو اللاشعور.
ومن خلال تتبعنا لسلوكيات وتصرفات بعض الرفاق المحسوبين على صف النضال، وعلى القضية الوطنية نجد اللاشعور الإمامي متحكمًا في بعض تفكيرهم، إضافة إلى سلوكياتهم؛ كونهم تربوا وتنشأوا في البيئة الإمامية، فتطبعوا ــ من ثم ــ بطباعها دون قصد بطبيعة الحال، ودون وعي مؤخرا بخطر ذلك.
لا نطعن في النوايا، ولا نفتش في القلوب، فالوطنية ليست صكوكا تُصرف من قبل هذا الشخص أو ذاك أساسا. الوطنية موقف وسلوك ورؤية، منظومة متكاملة، تشكل الأداء النهائي، سواء على الصعيد الفردي، أم على الصعيد الجمعي.
بعض من رفاقنا في جزء كبير من تعاملهم وسلوكياتهم حالة إمامية دون أن يعوا ذلك، لم يستطيعوا أن يتخلصوا من هذا الوباء المتأصل في نفوسهم، والذي يلفُّهم بقوة رغم معايشتهم لرفاق أنقياء مخلصين داخل الصّف الجمهوري نفسه على الأقل خلال العشر السنوات الأخيرة، ممن يفوقونهم ثقافة وفكرا ورصيدا في النضال وفي المواقف.
لم يستطيعوا أن يقدموا خطابا متزنا مع الآخر، لم ينجحوا في تكوينات علاقات طبيعية، ولا أقول حميمية مع زملائهم ورفاقهم.
لم يستطيعوا أن يطورا من مستوياتهم الثقافية والفكرية، وأن يكون ناضجين عقليا وسياسيا وفكريا بما يكفي لإدراك طبيعة المشهد بجميع أبعاده، وقد لبسوا الثياب النظيفة، ودخلوا القصور الفارهة، وتصدروا الشاشات الفضائية، رغم ذلك لا يزالون "زنجبيل بغباره" كما في المثل اليمني، والغبار المقصود هنا هو غبار الإمامة، غبار "اللاشعور الحوثي".
وهذا دليل على تأثير البيئة المحيطة بالشخص في مراحله الأولى على وجه التحديد. العشر السنوات الأولى من حياة أي إنسان تظل تصحبه إلى ما بعد الخمسين!!
يحتاج بعض رفاقنا إلى التخلص من لوثة "الإمام الصغير" الذي يسكنُ داخله دون أن يدري، من "اللاشعور" الإمامي/الحوثي الذي يتحكم في سلوكه دون أن يعي. يحتاجون أن يكون مواطنين صالحين بما يكفي لبناء شراكة سياسية مع رفاق القضية الواحدة قبل الآخرين.
يحتاج إلى التخلص من ثقافة "الحلال ما حلّ باليد"، ومن السعي للإثراء على حساب غيره، والتخلص من الجشع المادي، كمرض يصعب التعافي منه، يحتاج لجرعة مكثفة في احترام المال العام ومنظومة الحقوق العامة والخاصة.
يحتاجون إلى قراءة التاريخ السياسي بما يكفي لتكوين وعي سياسي معقول، وإن في حده الأدنى، بعيدا عن ثقافة الزوامل والفوضى وانتفاخ الذات، والشعور بالعظمة دون رصيد كافٍ لذلك. مؤهل العقل لا مؤهل اللسان هو الكفيل بصياغة معادلة متوازية غير مختلة مع كل من حولنا.
راشد محمد ثابت
محمد المياحي ..
أيوب طارش عبسي.. صوت اليمن الذي لم يُنصفه وطنه
صاروخ تحت منزلي
جمهورية الورثة والوراثين: كشف حساب بلا رحمة
تعز في مفترق طرق : مرشحون لمنصب المحافظ