آخر الأخبار


السبت 24 مايو 2025
في مسرح السياسة اليمني، كانت خشبة الحكم في عهد عفاش تغصّ بالممثلين الرديئين، لكن أكثرهم براعة في القفز بين الأدوار كانوا أعضاء حزب الإصلاح. فمن مشايخ القبائل إلى جنرالات الجيش، ومن الوعاظ إلى تجار الصفقات، شق الإصلاح طريقه في جسد الدولة كما تشق الجراثيم طريقها في جسد مريض مناعيا.
ولنكن منصفين — إذا جاز هذا التعبير في سوق الوقاحة — فقد عاش حزب الإصلاح أزهى أيامه في عهد "الزعيم"، ذاك الطاغية الذي عرف كيف يطعم ذئابه دون أن يتعرى أمامهم. تقاسموا الغنائم معا: الأرض، النفط، الوظائف، السفارات الجيش. وكأن الدولة مزرعة عائلية بين صالح والإخوان، الواحد ينهب باسم الجمهورية والآخر باسم الدين.
لكن ما يثير القهر — قهر أولئك الذين عارضوا عفاش بصدق — هو أن بطانته صاروا اليوم يشتمونه كما لو كانوا ضحاياه، لا شركاءه.
بالله عليكم، من كان يملك نصف الجيش؟ من كان يتنقل بين وزارات الدولة كأنه ابن الحاكم؟ من كان يجني المال من صفقات الغاز والتعليم الديني والمشاريع المشبوهة؟
نعم : الإصلاح كان يعيش على مائدة عفاش، يأكل ويلعق الصحون، ثم خرج علينا بعد الثورة بلحية مزيفة ولسان مملوء بالحقد، يوزع التهم على "الفساد" وكأنه لم يكن سائقه.
نعم: كان عفاش فاسدا. لكن على الأقل، كان يسرق ويُطعم. أما أنتم — يا سادة الإصلاح الجدد — فقد ورثتم شهية عفاش وتركتم مائدته فارغة.
تكوّشون على كل شيء: الثورة والدولة والمؤسسات والمنظمات، وتستكثرون على الآخرين حتى الفتات.
ولكن أي لعنة هذه التي تجعل الطفيلي يتحدث عن الطهارة؟ أي فجاجة أن يعظ الحرامي عن النزاهة؟
نعم: لقد كنتم بطانته... لا تتنكروا!
وها نحن نراكم اليوم تُعيدون إنتاج الكارثة بلغة دينية مغشوشة... لكنكم، ويا للسخرية، أقل كفاءة من الطاغية الذي تتبرؤون منه، وأكثر شرها منه بآلاف المرات.
عجبي، هل تنكرون؟
ردوا علي إن استطعتم
جمهورية الورثة والوراثين: كشف حساب بلا رحمة
تعز في مفترق طرق : مرشحون لمنصب المحافظ
الذاكرة المحبوسة والمنفى: عن نخب تنتظر ولا تعود
اللاشعور الحوثي..!
المنجم الأيديولوجي