آخر الأخبار


الثلاثاء 27 مايو 2025
في عالمنا المعاصر وفيما تتسابق الشعوب نحو العلم والتقدم، يخرج علينا فجأة مشهد سريالي من القرن الرابع الهجري. رجل بثوب أبيض ووجه مشرق بالتقوى (حسب الزعم)، يجوب ماليزيا وإندونيسيا... لا لنشر المعرفة، بل ليلتقط التبرعات كما تلتقط الغربان بقايا الحقول.
اسمه بن حفيظ، وحكايته ليست عن دين ولا إصلاح، بل عن استثمار خالص في أسهم الجهل المقدس.
طبعا يقال إن ثروته تتجاوز عشرة ملايين دولار. لا غرابة، فالناس هناك طيبون، و"الطيبون فريسة دائمة للمحتالين ذوي الأوجه الوديعة".
يمد يده ليُقبل، لا تواضعا بل غطرسة، وكأنها يدٌ من السماء. ويُقال – ولا حرج على السامع – إن لعابه يُجمع في زجاجة ليُشفى به المرضى! يا سلام!
بمعنى أدق لقد وصلنا رسميا إلى عصر "البصقة الشافية"، فيما تُهرق الأموال لا على الأدوية بل على الغرائز الروحية الخادعة.
بالتأكيد هذا ليس نقدا للدين، بل فضح لنسخته المشوهة التي يتاجر بها بعض أدعياء "الولاية"، الذين يخلطون بين حب آل البيت (وهو شرف) وبين استغلال حب الناس باسمهم (وهو جريمة).
فأي دين هذا الذي يجعل لعاب الإنسان ترياقا، ويجعل من تقبيل اليد طقسا، ومن التبرع "ضريبة خلاص" لا تسقط إلا في حضرة العمة البيضاء والابتسامة المخدرة؟
ثم نأتي إلى حضرموت، تلك الأرض الطيبة التي أنجبت علماء وفقهاء، فإذا ببعض "حبيايبها" اليوم يتعاملون مع الجهالة كما يتعامل الفلاح مع الزرع: يسقونه ليرتفع المحصول.
لكن هنا، المحصول ليس قمحا بل أكياس أموال، وليس علما بل تراكم خرافات مغلفة بالبخور.
والحق يقال إن ما يحدث ليس تشيعا بريئا، بل هو "تشيع استثماري" بنكهة فارسية مطعمة بتوابل استشراقية شرقية.
ومن المدهش أن قبائل حضرموت – العرب الأقحاح – ترفض هذه المسرحية الهزلية، وترى فيها إهانة لكرامة الدين والعقل والقبيلة معا.
فيما هؤلاء هم الأمل الأخير، الصوت العاقل في صحراء الهذيان.
فيا بن حفيظ، إذا كنت حقا وليا، فلتتولّ أمر الجهل المستشري في قلوب مريديك، لا جيوبهم.
وإن كنت تريد أن تشفي الناس، فابصق على خرافاتك أولا. أما نحن، فقد عرفنا الداء: أن يلبس الجهل ثوب الدين، وأن يُسوّق الجشع باسم الولاية.
ولكن ألا، ليت الطيبين في آسيا يسألون: من يربح من كل هذا؟ وما الفرق بين بائع العطور وبائع اللعاب؟
كلاهما يعبئ الزجاجة... لكن أحدهما يبيع عطرا، والآخر يبيع وهما.
فقط:تذكروا أن ما يفعله بن حفيظ يشبه تغليف السم بالعسل، عناوين رقيقة تسوق لفكر مشوهه، إذ يجعل من حب آل البيت شرط دخول الإسلام، وكأن الدين صار ناديا عائليا بعضويّة إلزامية. لديه كتب بعناوين بريئه لكنها تحوي الغاما شركية..
نحن نحب آل البيت، نعم، لكن تحويلهم إلى "صكوك غفران" هو وثنية جديدة بثياب دعوية.
وعليه فليُسموا الأمور بأسمائها: هذا ليس دعوة، بل طقوس ولاء
تتستر خلف ابتسامة شيخ ناعم وكتب مزخرفة ليس إلا.
..
ما علينا لكن ان يتظاهر أمام اتباعه أنه يرى الملائكة
هذه والله "نخعة" كبيرة .
المضحك المبكي أنه في صفحته الرسميه على ويكيبيديا قرأت ان مذهبه هو المذهب الشافعي.
وإن عقيدته هي عقيدة أهل السنة والجماعة.
فهمتم ما فهمتم مش مشكلتي.
صواريخ الحوثي التي تدمر عقل الناشئين وتخرب وجدانهم
الرجل الذي يحمل اليمن في حقيبته الدبلوماسية
انتهازية الاحزاب
مزّين المدينة.. مقالة أشادت بمسؤول فأدخلت كاتبها المستشفى!
قراءة موضوعية في الأحزاب السياسية اليمنية الرئيسيه
الرجل الذي يحمل اليمن في حقيبته الدبلوماسية