آخر الأخبار


الأحد 1 يونيو 2025
تعمد الكثيرون تشويه صورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، رحمه الله، فروجوا لمقولة كاذبة تدعي أنه خاض حرب اليمن لفرض أفكاره عن القومية العربية، ورغبته في الهيمنة على الدول العربية، وأن تلك الحرب استنزفت اقتصاد مصر، وتسببت في انشغال الجنود عن التدريب الحقيقي، والاستعداد للمواجهة المحتومة مع العدو الإسرائيلي؛ ما أدى إلى هزيمة منكرة في حرب يونيو 1967.
الحقيقة التي نتبينها من خلال روايات شهود محايدين، ممن كانوا في مواقع المسئولية آنذاك، أن الرئيس جمال عبد الناصر اضطر مُكرها لدخول الحرب في اليمن الشقيق، من واقع المسئولية الأدبية، حيث ألقى قادة الثورة اليمنية وقتها -الإمام أحمد- على كاهله ضرورة دعمهم ومساندتهم.
تلك الثورة التي انطلقت في 26 سبتمبر 1962، ولعبت دورا تاريخيا فى نقل بلد بأسره من القرون الوسطى إلى العصور الحديثة.. يقول أصدقاء بارزون في القطر الحبيب، إنهم لم يكونوا ليصلوا إلى ما وصلوا إليه لولا عبد الناصر، بل لم يكونوا ينالوا أي قسط من التعليم لولاه.
الرئيس السادات كان هو المسئول الرئيسي عن تلك الحرب، لأنه هو الذي أقنع ناصر بدخولها، ودعم مطالب قادة الثورة لدى عبد الناصر، وأكد له أن الأمر يسير ولن يتعدى إرسال قوات رمزية، وأن ذلك لن يستغرق وقتا طويلا، ثم أشار عليه فيما بعد بتوسيع حجم العمليات العسكرية المصرية في اليمن، لتأمين باب المندب.
لكن اتضح بعد وصول القوات المصرية أن الأمور أصعب بكثير، ومنيت تلك القوات بخسائر فادحة في الأرواح.. اضطر بعدها عبد الناصر أن يرسل قوات أكبر، وتدخلت دول عربية وغربية فضلا عن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لكي تجعل مهمة القوات المصرية أشد صعوبة.
الحرب بدأت بانقلاب عسكري في اليمن يوم 26 مايو 1962 على يد العميد عبد الله السلال الذى أطاح بنظام الإمامة، بعد ذلك بيومين سارع جمال عبد الناصر بالاعتراف بالنظام الجديد، وفي اليوم التالي أصدرت مصر بيانًا حذرت فيه القوى الأجنبية من التدخل ضد نظام الحكم الجديد.
السلال طلب من مصر أن تساعده عسكريا وسياسيا، فقرر عبد الناصر التدخل المباشر لمساندته، وفي 27 سبتمبر 1962 أرسلت مصر كتائب صاعقة وسرب طائرات معادلة لقذف القنابل والصواريخ، فقد كان الرأي وقتها أن قرار التدخل العسكري السريع في اليمن يمكن أن يمنع احتمالات التدخل الخارجي المضاد.
في كتابه عبد الناصر والعالم، يذكر محمد حسنين هيكل أن عبد الناصر ذكر للثائر الكبير جيفارا في نقاش معه سنة 1965، أنه وجد نفسه يهب لمساعدة الثورة اليمنية عندما نشبت، وقال ناصر “ومع أنني تلقيت من التقارير ما يفيد أن الوضع هناك غير صالح للثورة فقد قلت مثلك إنه مجرد أن الثورة قامت فإن ذلك يؤلف عنصرا وضعيا في حد ذاته وبالتالي يجب مساعدتها”.
ويكشف "شابتاى شافيت"، رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية - الموساد، في حديث أدلى به لصحيفة هآرتس الإسرائيلية فى 21 فبراير 2000، عن خيوط المؤامرة الكبرى، حيث يقول: إن إسرائيل لها دور كبير فى توريط مصر فى حرب اليمن لإضعاف قدرتها الاقتصادية والعسكرية كما أنه أصدر أوامره لضباط الموساد بمعاونة قوات الإمام بدر الملكية حتى يستعيد حكمه الذى أطاح به الثوار عام 1962، وأرسل عسكريين إسرائيليين لتدريب قوات الإمام وللتعرف على القوات المصرية عن قرب.
وفي أوروبا، أعلنت بريطانيا في فبراير 1963 عدم الاعتراف بالنظام الجمهوري، وقدمت مساعدات عسكرية لـ الإمام البدر.. واعترف الاتحاد السوفيتي بالجمهورية اليمنية في 1 فبراير 1962 لكنه لم يعطِ تأييده الصريح لعبد الناصر.
في النهاية أتمت القوات مهمتها، وثبتت أقدام الثورة، وأجهزت على الرجعية في اليمن، لكن مؤامرات بعض الدول العربية والغربية، حالت دون سحب مصر لقواتها كاملة، بل ولجأت إلى تسليح طلاب المدارس، وتعبئتهم معنويا، وشحنهم ضد مصر، والجنود المصريين، وبينما هؤلاء الجنود في المطار، يتأهبون للصعود إلى الطائرات التي ستنقلهم إلى مصر، إذا بالطلاب المسلحين يفتحون عليهم النار فيقتلون ويصيبون معظمهم.
وفي كتابه سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر، يكشف سامي شرف، سكرتير الرئيس عبد الناصر للمعلومات، أن التكلفة المالية لحرب اليمن من عام 1962، حتى 1967: لم تتجاوز 500 مليون جنيه.
إذن فلا مبرر لدعوات من يزعمون أن عبد الناصر أغرق مصر في الديون بسبب حرب اليمن.
السير بالمقلوب
مكاشفة رئاسية
الرجل الأكثر حقداً وجهلاً على وجه الأرض!
الرئيس كان محقا
البند السابع: قيد على الشرعية ومكافأة لمليشيات الحوثيراني الإرهابية
هل أخطأ الرئيس العليمي؟