آخر الأخبار


الاثنين 26 مايو 2025
في كل عام ومع حلول الثاني والعشرين من مايو يستعيد اليمنيون لحظة من أنبل لحظات التاريخ الوطني الحديث ، والتي فيها توجت أحلام ثوار سبتمبر وأكتوبر باعادة تحقيق الوحدة بين شطرين عانيا كثيراً من أوجاع الفرقة والصراع الذي ماكان ينبغي أن يكون ، فجاءت لحظة إعلان الوحدة صباح 22 مايو 1990م تجسيداً لإرادة شعبية تتوق للعيش في ظل دولة واحدة تقوم على الشراكة والمساواة .
ونحن نعيش الذكرى لا ينبغي النظر إلى الوحدة كحدث تاريخي فقط بل كفكرة حية وحقيقة ظلت ملازمة لليمنيين في كل المنعطفات التي مرو بها ، معتقدين أنها فريضة وطنية لا ينبغي تجاوزها أو التفريط بها ، تدعمها كثير من الحقائق الثابتة وفي مقدمتها وحدة النسيج الاجتماعي ، وواحدية الأرض والتاريخ والثقافة والخصائص الإنسانية والسكانية ، والتي تشكل مجتمعة صورة الوطن الجامع ، وهو نموذج مثالي حاول الاستعمار البريطاني في الجنوب والاستبداد الكهنوتي في الشمال الحيلولة دون حدوثه ، ففشلوا وسقطوا ، وتحقق الحلم وقامت الوحدة المباركة .
تعود ذكرى تحقيق الوحدة واليمن بجهاتها الأربع تواجه أخطر مشروع يهدد اليمن في التاريخ الحديث والمتمثل بجماعة الحوثي الإرهابية التي لا تستهدف فقط شرعية الدولة ، بل تقوّض فكرة الوطن الواحد ، وتنسف من الأساس مرتكزات الجمهورية والوحدة والديمقراطية والتعددية والمواطنة المتساوية ، وهي منجزات ترى هذه الجماعة المارقة أنها تشكل حجر عثرة أمام مشروعها السلالي الطائفي ، وتشكل نقيضاً جذرياً له ، فسعت ولازالت إلى زرع الفرقة والتشظي في محاولة لإعادة استزراع الإمامة البغيضة التي رمى بها الثوار في مزبلة التاريخ وهم يناضلون في عدن وصنعاء وتعز والضالع لاستعادة الوطن وتحقيق وحدته .
إن استكمال التحرير وإنهاء الإنقلاب الحوثي واستعادة مقومات الدولة الواحدة يمثل اليوم الطريق الأنسب لحلحلة القضايا الفرعية بطرق سلمية وعادلة ، كما يمثل هذا التوجه ممراً أمناً لإنهاء المظلوميات التي أفرزتها الممارسات السياسية والإدارية غير الرشيدة ، والتي ليس من العدل تحميلها الوحدة ، وليس الطريق إلى معالجة أثار هذه الممارسات الذهاب لمشاريع تشطيرية تعيد انتاج حالة التشظي التي أرهقت حياة اليمنيين منذ الأزل ، وعملوا جاهدين على تجاوزها حتى تحقق حلمهم في 22مايو .
لتكن ذكرى الوحدة هذا العام منبراً لتوحيد الصفوف ، وبوصلة تدفع كل القوى الوطنية إلى المزيد من التفاهم والتنسيق والعمل المشترك ، فالمرحلة تتطلب خطاباً وطنياً جامعاً وموحداً، ومعركة شاملة لاستعادة الدولة المختطفة ، والمضي في بناء الوطن الكبير الخالي من أوهام السلالية البغيضة والمشاريع العارضة الصغيرة .
دمتم سالمين .
الشيعة وولاية علي.. الرسول يرفض تولية علي أبسط الأمور!
هذا شعبُنا الذي نعرف ونحب!
أمي غنيمة
عن الدكتور عبدالعزيز المقالح
فضيحة "دكان القاسمي"، تجاوزات تقوض الثقة المصرفية
الهيمنة الحوثية إلى أين؟