آخر الأخبار


الثلاثاء 27 مايو 2025
من القصص المضحكة والتي لا أنساها أبدا ما حييت القصة التي تذكرتها صباح اليوم، ويعلم الله أنني ضحكت حتى عضضت شفتي خشية أن يتهمني من في البيت بالجنون.!
ستقولون: طيب ما هي القصة؟
والقصة أنني قبل أكثر من عقدين من الزمن قمت بزيارة زميلي الصحفي حامد هاشم، طرقت باب شقته فخرج طفله صغير قائلا:
_ بابا بالمستشفى.
_ سلامات يا ابني إيش حصل؟!
_ عتابه دلبوه.
_ إيش ؟!
قالت زوجته من خلف الباب:
_ مرقد في المستشفى العام عاد إحنا رجعنا من هناك.
_ سلامات. ماذا حدث ؟!
_ عصابة شباب جاءوا ضربوه وهربوا.
لم أستوعب الذي حدث لحامد وأجتاحني شعور عارم بالقلق والخوف لأجله فذهبت لزيارته في المستشفى، وحين وصلت إليه لم أعرفه، رجله في الجبس ومرفوعة إلى أعلى، ووجهه ورأسه ملفوف في ربطات الشاش كأنه رائد فضاء.!
_ سلامات يا أستاذ حامد إيش حصل؟!
ما إن سألته عما حدث حتى ضحك رغم ما به من آلام قائلا:
_ أنا دخلت التاريخ يا أستاذ محمد.
_ دخلت التاريخ أو المستشفى؟!
_ دخلتهم كلهم.!
وأضاف:
_ أنا أول صحفي في العالم يتعرض للضرب لأنه أشاد بمسؤول.!
وشرع يروي لي قصته الغريبة وهو يئن ويتوجع:
_ قال لي جابر محمود:
_ لو كتبت مقالا عن عبد السلام الوهباني المحافظ وأمين عام المجلس المحلي وجهوده أنا أضمن لك مكافأة محترمة منه لا تقل عن خمسين ألف ريال.
وصدقته وكتبت عن جهود الوهباني في تنظيف المدينة وترتيبها وتجميلها، وإزالة العشوائيات فيها.
لقد رفعت الوهباني في المقال إلى مصاف عظماء البشرية.!
وقلت: لو أعطاني مكافأة أقل من خمسين ألف على هذا المقال سيكون قد ظلمني.!
لم أصبر حتى ينهي كلامه فقاطعته:
_ مش معقول أنهم ضربوك لأنك أشدت بعبد السلام الوهباني فهو مسؤول ناجح وكل الناس يشيدون به.!
أطلق صيحة من الوجع ثم تماسك ثم قال:
_ مله أصبر يا عمراني وشاقول لك.
ثم واصل حديثه:
_ كتبت المقال ونشرناه بالصفحة الأخيرة.
وبعد ساعات من توزيع الصحيفة اتصل بي شخص من هاتف ثابت وقال لي:
_ أنت الذي كتب عن الأستاذ عبد السلام؟
دق قلبي من الفرحة وقلت: نعم.
قال:
_ معنا لك رسالة من الأستاذ أين عنوانك؟
أعطيته عنواني.
وسألت نفسي:
_ معقول مكافآت الوهباني كذا فورية ؟!
ثم أجبت نفسي:
_ أكيد المقال أعجبه.
وانتظرت المكافأة وتوقعت مبلغا كبيرا لا يقل عن خمسين ألف ريال، وبقيت أخطط وأفكر ماذا سأفعل بهذه النقود؟!
وكان يومها تشتري أفخر كبش بخمسة ألف ريال إذا غلا سعره.
بعد ساعة وصلوا إلى تحت البيت فأتصل بي أحدهم من البقالة لأنزل.
نزلت وإذا بهم أربعة شباب ملثمين فقال لي أحدهم:
_ أنت حامد هاشم الصحفي؟
قلت:
_ نعم. هات ضر.. وعينك ما تشوف الا النور بدل ما يناولوني ظرف الفلوس ناولوني ضرب حتى سقطت على الأرض كجثة هامدة.
وهربوا فوق الموتوسيكل.
_ عجيب وليش كل هكذا؟!
لأنني كتبت في نهاية المقال:
_ وختاما نكرر شكرنا للأستاذ عبد السلام الوهباني الذي زين المدينة.
قام المصحح اللغوي عليه غضب الله وحولها من " الذي زين المدينة " إلى " مزين المدينة".!
فلما قرأها عبد السلام الوهباني صار وجهه جمرة حمراء ملتهبة، وركبه ألف عفريت ومزق الصحيفة ورماها بسلة المهملات وصاح:
_ أنا مزين المدينة ؟! أنا مزين ؟!
ثم قال لمرافقيه:
_ ربوا أبوه.
وهم ما قصروا بردوا قلبه وربونا وربوا أبي وجدي وأنا لما أتعافي بروح للمصحح اللغوي وأربي أبوه وجده وجد جده لما أصل لسيبويه.!
صواريخ الحوثي التي تدمر عقل الناشئين وتخرب وجدانهم
الرجل الذي يحمل اليمن في حقيبته الدبلوماسية
انتهازية الاحزاب
مزّين المدينة.. مقالة أشادت بمسؤول فأدخلت كاتبها المستشفى!
قراءة موضوعية في الأحزاب السياسية اليمنية الرئيسيه
الرجل الذي يحمل اليمن في حقيبته الدبلوماسية