آخر الأخبار


الاثنين 7 يوليو 2025
هكذا هم العظماء حتى في رحيلهم يستمرون في تعليمنا دروساً في الثبات والتضحية والأثر العابر لحدود الزمان والمكان ، وخلال الأيام الماضية استمر الشيخ الشهيد صالح حنتوس ومنذ لحظة ارتقائه في الحضور بشكلٍ باهرٍ متحدياً قاتليه الذين خُيّل لهم في لحظة انتشاءٍ زائفةٍ أنهم أنتصروا عليه ، لكن الغلبة الحقيقية كانت له ، ولما حمله من قيمٍ استمدها من القرآن الكريم الذي عاش حياته في أفيائه ، وختمها شهيداً مجيداً وشاهداً على دناءة جماعة متعطشة للقتل والدم ، ولو كان بحق شيخٍ حافظٍ ومعلم قرآنيٍ في شهرٍ حُرم .
أراد الإرهابيون الحوثيون إنهاء سيرة رجلٍ أبى أن يهادنهم فإذا الأقدار تكتب له بداية جديدة ، فيها استراح جسده من عناء الدنيا ومتاعبها ، لكن دمه تحول إلى لعنةٍ على قاتليه ففضحهم وعرَّاهم ، وبدت حقائق كثيرة ماكانت لتظهر للبعض لولا استشهاده ، وخاصّة أنه أقام على القتلة الحُجّة قبل أن يقرر المواجهة ، وكان ذلك درساً ليس هيناً ، ولأنه عاش حياته يعلم الناس الخير حرص أن يصل درسه هذا للجميع فسجل مكالمته الأخيرة معهم ، وأخبر قاتليه أنها مسجلة ، وكانت مرافعته الأخيرة الفاضحة ، وحين أدرك بغيتهم تلا وصيته على الجميع ، ثم واجه القتلة وهو مدرك أي طريق يسلك ، ولاي غاية سيذهب .
أي عظمة صنعها هذا الرجل في لحظات استشهاده وهو يواجهة أقذر عصابة في تاريخنا الحديث ، وأي علو صنعه وهو يصر على أن يجعل شهادته درساً لنا بعد رحيله ، وكما عاش معلماً يصنع التغيير في الأجيال رحل وهو ينفذ نفس المهمة ، وألقى درسه الاخير الذي ضجت له الأرجاء ووصل صداه إلى أبعد مدى ، وعلا حياً وميتاً ، ومن عجائب رحيله أنه كشف الزيف الذي يتمنطق به من يحاولون تبرير جرائم هذه الجماعة الإرهابية أو يتماهون معها سواء كانوا أفراداً أو هيئات ، وعرّاهم أمامنا كما لم يفعل غيره من قبل ، فرأيناهم على حقيقتهم الزائفة يتهربون من تسمية القتلة وكأنه حادث عابر! ، ولا يحمّلون هذه الجماعة المارقة مسؤلية أفعالها التي لا يقرّها نقلٌ ولا عقل .
اختار "حنتوس" طريق الشجعان ، وألقى درسه الأخير ليظل منارة يهتدي به الأحرار وهم يواجهون مشاريع الاستعباد ، ويصنعون دروباً مضيئة للحياة بحرية وعدالة ومساواة ، متمثلين قول الشاعر العربي :
غير أنَّ الفتى يُلاقي المنايا
كالحاتٍ ولا يُلاقي الهَوانا
ولو انَّ الحياة تبقى لحيٍّ
لعددنا أضلنا الشُّجعانا
وإذا لم يَكُن مِن الموت بدٌّ
فمن العجز أن تكون جَبانا
دمتم سالمين .
لا تكذبوا على أنفسكم…
جهد صالح حنتوس
الوريث الشرعي للدين: شركة آل البيت المساهمة المحدودة
البطل النائم.. الذي صفع الوحش ومات من صوته!
40 مليون يمني يقبلون رأس هذه السيدة الكويتية الشجاعة