آخر الأخبار


السبت 3 مايو 2025
كان يوم عرفة عام 1436 يوافق يوم 23 سبتمبر 2015م. و هو اليوم الذي تحرك فيه وفد مجلس تنسيق المقاومة الشعبيةبتعز إلى عدن للقاء بالأخ المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية.
كانت عدن - المدينة الساحرة بجمالها و هدوئها و طيبة أهلها - قد طهرها الأبطال من مليشيا الكهنوت، و كانت آمال و أحلام الحالمة - تعز - تتراقص استبشارا، و فرحا ؛ لتحرير عدن، و أن فرج التحرير سيمتد - حتما - نحو تعز ، فهو نصر سياسي و عسكري و عروبي للتحالف و اليمن معا .
حمل وفد مجلس تنسيق المقاومة الشعبية بتعز- و الذي تشكل من أطياف متعددة - تلك الآمال و الأحلام لطرحها على الرئيس و نائبه رئيس الوزراء - يومذاك - خالد بحاح !
تم اللقاء بالرئيس يوم عيد الأضحى مساء بفندق القصر بالحسوة- عدن، و كان متفهما و متحمسا لتحرير تعز، و أتذكر باللقاء جملة قالها كنصيحة أثارت تساؤلا، قال : أهم شيئ اتركوا الخلاف جانبا و اصطلحوا ! فرد الجميع نحن نعمل معا و ليس هناك أي خلاف بيننا . و بالفعل حتى تلك اللحظة يوم 24 سبتمبر 2015م. لم يكن هناك داخل مجلس التنسيق للمقاومة الشعبية أي خلاف .
و بعد يومين تم اللقاء في صباح يوم 26 سبتمبر بنائب الرئيس و كان أيضا رئيسا للوزراء، و طرحت عليه القضايا التي طرحت للرئيس و حولها عليه، و خرجنا بوعود .
و في المساء كانت هناك مقالة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، و كانت لشخص محسوب على أحد مكونات الوفد، فيه تحريض و استعداء و مزاعم خلاف ..الخ. فطرح المقال للطرف المحسوب عليه الكاتب و للأخ علي المعمري الأجعر، أما الطرف المحسوب عليه الكاتب فقد استنكر، و قال هذا يمثل نفسه و لا يعبر عنا.
أثبتت الأيام- فيما بعد - أن المقالة لم تكن عابرة، و إنما كان هدفها تعزيز تقارير خاطئة عن خلافات ترفع للرئاسة ، و تم نشر المقال بذلك التوقيت بحسابات مقصودة .
بعد أقل من أربعين يوما من زيارة وفد المقاومة لعدن، و بالذات يوم 2 من نوفمبر، وصلت عربتان عسكريتان إلى تعز ، و لكن ليس لقيادة المحور، و لا لأي لواء في الجيش الذي كانت ألويته قد بدأت تتشكل، و الأمر لم يقتصر على تينك العربتين فحسب، و إنما على أطقم و أسلحة متوسطة وثقيلة .. المهم .. مرت العربتان عبر الأقروض فالعروس بصبر بحماية أفراد المقاومة بمديرية المسراخ . هذا المرور للعربتين كأن المقصود منه كان استثارة الحوثيين- كما قال بعضهم - و تنبيههم لفتح جبهة هناك، و بما أن ألوية و معسكرات، بأسلحتها الضخمة كانت قد سُلمت للحوثي، فقد شن هجوما مباغتا و سريعا على مديرية المسراخ ، و بإمكانات عسكرية لا يقارن ما لدى المقاومة بها، حتى وصل إلى مركز مديرية المسراخ في 11 نوفمبر أي بعد أيام فقط من مرور العربتين تلك.
و الشيئ بالشيئ يذكر، فقد استثارت ثلاث عربات قامت بالتنزّه إلى أطراف مديرية حيفان - بنفس الفترة - ثم عادت نحو الطور، فدفعت مليشيا الكهنوت للتقدم إلى مديرية حيفان !
سعى الحوثيون باستماتة للوصول إلى الضباب لإحكام الحصار نهائيا على تعز .
في 16 من شهرنوفمر 2015 كان قائد المنطقة العسكرية الرابعة يعلن ساعة الصفر لتحرير تعز، و بكل تأكيد، لن يفعل ذلك من تلقاء نفسه - رحمه الله- و هذا يذكرنا بما أعلنه المحافظ السابق الشيخ أمين محمود عندما أعلن ذلك - فيما بعد ومن عدن - مطلع توليه شؤون المحافظة، و بكل تأكيد- أيضا- أن هناك من أوعز له بذلك .
و في 25 من نوفمبر 2015م. كان قائدا حوثيا يتعهد لقواد مليشياته أنه و خلال سويعات سيسقط نجد قُسَيْم و موقع الكسارة ، و يريد ثلاثين مليونا لتلك الساعات - و هوكلام التقطته المقاومة من أجهزة المناداة - و احتدمت معركة ضارية جدا، و لم تكن سويعات و إنما قرابة عشرين ساعة متواصلة، انكسر فيها الحوثيون عند الكسارة، انكسارا ماحقا .
و من أفواه مليشيا الكهنوت - من كلام لهم عبر أجهزتهم - طلبوا من القائد المقاول أن يعاود الهجوم، فرفض قائلا : هاجمت بثلاثمائة فرد، لم يبق منهم غير ثمانين، فيما الآخرون بين قتيل و جريح . أكد هذا الكلام الحوثي عبد الملك في خطاب له حين قال لن ينسى دماء قتلاه في معركة نجد قَسَمْ - بحسب قوله - و الكسارة بالمسراخ بتعز .
كان يقود معركة نجد قسيم يومها العميد عبد الرحمن الشمساني قائد اللواء 17 حينذاك .
و انكسر الحوثيون عند الكسارة في ليلة آذنت بفجر تحرير المسراخ ، بعد أن كانت مليشيا الحوثي الإيرانية تسعى لمد ليل الظلام و الكهنوت !
بعدها يوم 30 نوفمبر و أثناء تطهير بقية المواقع استشهد الشيخ سرور عبد الملك المحمدي تقبله الله و كل الشهداء :
تسِيل على حدّ الظُّباة نفوسنا و ليس على غير السيوف تسيلُ
أحمد عبد الملك المقرمي
أصوات مقهورة من صنعاء
شذرات من مشهد غير مفهوم
مسيحية بيضاء… كاثوليكية رومانية
الحوثي... مشروع كهنوتي كاذب قائم على الخداع والدجل.
عيد العمال اليمني: احتفال بدون عمل ولا رواتب ولا دولة
جاكيت جارنا